ينحصر اهتمام المجتهد في تحديد المعنى المراد من النص الشرعي بتفسيره وتعيينه إذا اعتراه غموض أو اكتنفـه إبهام. وقد قـدم مجتهـدو هذه الأمة قواعد ومعـايير تفسيريـة – وضعوها حيال النصوص – تتناول النص من جهة اللفظ ومن جهة المعنى. وقد عُني علماء أصول الفقه الإسلامي باستقـراء الأساليـب العربيـة، وعباراتهـا ومفرداتهـا، واستمدوا من هذا الاستقراء ومما قرره علماء اللغة أيضًا قواعد وضوابط يُتوصَّل بمراعاتها إلى النظر السليم في الكتاب والسنة، وفهم الأحكام فهمًا صحيحًا. وفهم النص وإدراك حكمته لاستنباط الأحكام يتأثر بطبيعة اللغة العربية، واستخدام الشارع الصيغ المرنة وغير القطعية في كثير من الأحيان، كما يتأثر بطريقـة المجتهديـن في معالجة تلك النصوص لتفسيرها واستنباط الأحكام منها. وقد اختلف العلماء في مسائل كثيرة تتعلق باللغة العربيـة، ووصفهـا ومعانيهـا واستعمالهـا، وكـان لهذا الاختلاف أثر كبير في صدور الأحكام الشرعية واختلاف الفقهاء فيها
تأليف: عبد الوهاب عبد السلام طويلة
عدد الصفحات: 552 صفحة
الناشر: دار السلام