في ثلاثة وعشرين عامًا ومن قبائل شتى أقام النبي صلى الله عليه وسلم دولة وأنشأ أمة , وقام على تربية جيل حمل الأمانة من بعده لتبليغ الرسالة
إلى البشر بين عملاق في الشرق وآخر في الشمال والغرب , هما فارس والروم اللذين رفض كبراؤهما السماح بذلك البلاغ أن يصل إلى الناس . ومن
أجل ذلك حدثت الفتوح , لا لإكراه أحد على دين الإسلام , ولكن فقط لتبليغ الرسالة , فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر . وفي سنوات معدودة امتدت
دولة الإسلام ما بين المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي , وأقبل الناس على دين الله أفواجًا , فوجدوا فيه ضالتهم , وخرجوا به من عبادة المخلوقات
إلى عبادة الخالق , وقامت به دولتهم . فكانت الفتوح الإسلامية – كما وصفها المؤلف – حدثــًا فردًا مفردًا متفردًا في تاريخ العالم , غير متكرر , لا
سابقـًا ولا لاحقًا ؛ من حيث اتساع رقعته ودوام أثره وقدرته على هزيمة أكبر جيوش . هذا الحدث المعجز لم يحدث بأسلوب المعجزات , ولكنه ناتج
بعد مقدمات جاءت في الفتوح على أسس حربية صحيحة من ناحيتيها الاستراتيجية والتكتيكية قام عليها قادة لم يدرسوا في كليات حربية ولكنهم كانوا
أساتذة , تعلم عنهم اللاحقون فأقاموا أكاديمياتهم , وقد استغرقت هذه الدراسة من المؤلف نحوًا من ثلاثين عامًا ظهرت تفاصيلها في خمسة مجلدات
تقترب من 2000 صفحة , فكان لا بد لها من أطلس أوضح في خرائطه من الكتاب لاتساع الصفحة والاستعانة بالألوان والعناية بالإخراج , كما
تم تزويد الأطلس بلوحات تنقل الحدث أو المعركة إلى القارئ ليعايشها ويعيش فيها . والله الموف
تأليف: أحمد عادل كمال
عدد الصفحات: 312 صفحة
الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة