لمحات من تاريخ السنة و علوم الحديث ، كتبه المؤلف استجابة لدعوة وردته من وزارة الشؤون الدينية في الجزائر العزيزة، للمشاركة في الملتقى السادس عشر للفكر الإسلامي في 6 من شوال عام 1402. وكانت موضوعات هذا الملتقى: (السنة النبوية الشريفة)، وطلب منه أن يكون موضوع حديثه ومحاضراته فيه: (وضع الحديث: أسبابه ونتائجه)، فبين الدعوة وقدم هذه الصفحات. ثم أضاف إليها وزاد فيها زيادات حسنة. ولم باشر كتابة الموضوع، وجده يحتاج إلى تمهيد وذكر جوانب أخر، تتصل به ليتحقق اكتماله واستيفاؤه، فتعرض بإيجاز لمقام السنة المطهرة من الكتاب الكريم، ولموقع السنة من التشريع الحنيف، ولحاجة الكتاب إلى السنة تبييناً وتفسيراً، ولما ورد في فضل الصحابة الكرام، وفي موضع مقامهم من القدوة بهم في الإسلام، وفي سلامتهم من التقول والتزيد على رسول الله عليه الصلاة والسلام. وتعرض بالنقد والتمحيص لطائفة من الروايات الضعيفة التالفة، التي توهم وقوع الوضع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وبين وهيها ونكارتها، كما تعرض إلى أن النقد للإسناد والمتن، كان في عهد الصحابة رضي الله عنهم وفي منتصف القرن الأول من الهجرة. وخلص من ذلك إلى إمكان تحديد نشوء الوضع في الحديث بأواخر منتصف القرن الأول، ثم ازداد الأمر واتسع بازدياد الفتن وانتشار الأهواء. . . ثم تعرض لأهم أسباب الوضع في الحديث، وشرح منها سبعة أسباب، وذكر في خلال ذلك جهود جهابذة الحديث وحفاظ السنة المطهرة، في مواجهة الوضع والوضاعين، وموقف بعض الحكام المسلمين في قمه الأفاكين ومعاقبة الكذابين. ثم تعرض لنتائج الوضع في الحديث، وما قام به الجهابذة المحدثون من رسم أسس علمية نقدية منهجية، أحاطوا بها السنة الشريفة، وحصنوها من سهام المغيرين والمفترين