يعد هذا الكتاب من أقدم شروح كتاب سنن أبي داود، وهذا الكتاب على اختصاره من أنفس الشروح لهذه السنن، وذلك لإِمامة مؤلفه، ورسوخ قدمه، وعلو رتبته، فهو شرحٌ مبارك، فيه فوائد وطرائف ولطائف وأشياء يحتاجها طالب العلم، ولا يستغني عنها من يعنى بسنن أبي داود.
وشرح الخطابي أفضل شرح لسنن أبي داود، وهو الأصل في هذا الباب، وهو رغم اختصاره الشديد إلا أن فيه فوائد وقواعد وضوابط يحتاجها طالب العلم، فهو يحتوي على مادة علمية غزيرة، مع فوائد في اللغة والنحو والصرف، والفروق اللغوية، وفيه أيضاً أحكام حديثية على بعض الأحاديث، وإصلاح لبعض أغلاط المحدثين، وشرح للغريب، كما فيه كم لا بأس فيه من الآثار المسندة.
كما أن كل شرح السنن بعده عالة عليه، ومن أبرز مزايا هذا الكتاب أنه همزة وصل بين الفقهاء والمحدثين، وفي هذا الصدد يقول المؤلف رحمه الله: “رجوت أن يكون الفقيه إذا نظر إلى ما أثبتُّه في هذا الكتاب من معاني الحديث، ونهجته من طرق الفقه المتشعبة عنه، دعاه ذلك إلى طلب الحديث وتتبع علمه، وإذا تأمله، صاحب الحديث رغَّبه في الفقه وتعلمه”.
والرائع في هذا الكتاب، أنه ليس بالطويل الممل، ولا القصير المخل، فقد أخذ من العلم ما خف حمله وغلا ثمنه