يعدُّ هذا الكتاب حلقة ذهبية من الحلقات الأولى لعلم البلاغة.
نحا فيه مؤلفه طريقة سهلة ميسَّرة، راعى فيها الطلاب الأُول لهذا العلم ومن تعنَّى في تحصيله.
فجاء الكتاب قريب المأخذ، ليِّن العبارة، دون لبس أو عناء، فهو بداية للطالبين وتذكرة للمحصِّلين.
وقد رتب الكتاب وقسمه على أركان هذا العلم الجليل، فبدأ بعلم المعاني أولاً، وثنَّى بالبيان، وثلَّث بالبديع.
وهو بهذا يكون قد أتى على أبحاث علم البلاغة، وعلى غالب مصطلحاتها وأبوابها.
ثم إنه وشَّى ذلك كله بالأمثلة والشواهد التي غالباً ما تدور في كتب هذا العلم.
ومكَّن هذه الأمثلة ودعَّمها بالتطبيقات التي لا بد منها من أجل توضيح القواعد واستجلاء مقاصدها.
ثم حفَّز ذهن الطالب بشيءٍ من التمرينات التي ترسِّخ المعلومات وتؤكد فهمها، جاء بها في نهاية كل مبحث، وبعد عقد إجابات عن مثلها.
وقد خدم الكتاب خدمة جليلة؛ إذ شكل شكلاً كاملاً، وشرح ما قد يشكل منه، واستدرك بأبحاث وأمثلة لا غنىً عنها، ووضعت له جداول توضيحية مفصلة تعين الدارس على الحفظ والفهم من جهة، ومن جهة أخرى تعين على تصوير خريطة المبحث في ذهن القارئ والدارس.
وعنايةً من دار المنهاج بعلوم العربية، لا سيما باللبنات الأولى منها التي يعنى بها المبتدئ المحصِّل والمراجع المذاكر.. تُسرُّ بتقديم هذا الكتاب البديع في علم البلاغة منضمّاً إلى أخواته في تحقيق أرفع غايات التعليم النبيلة.
سائلين المولى أن يكون لبنة طيبة في صرح هذا العلم الجليل؛ إنه خير مسؤول.
وبالله الإعانة