عنوان الكتاب يشي بمضمونه؛ فمن أراد الجنة.. فعليه التزام الكتاب والسنة، تلك المحجة البيضاء، التي ورَّثها لنا رسول الله ، وترك فينا حبلين: ما إن تمسكنا بهما لن نضل أبداً؛ كتاب الله وسنة نبيه .
وقد مهد لنا طريق الجنة وأناره لنا، وأقصر طريق موصل إليها: التذلل إلى الله سبحانه، فالدعاء مخ العبادة؛ وهو رفع الحاجات لرفيع الدرجات، فقد خُصَّت هذه الأمة في شأن الدعاء؛ فالأمم الماضية كانوا يفزعون في حوائجهم إلى أنبيائهم ليسألوا لهم الله تعالى.
ونبينا علمنا أن نجأر إلى الله بأنفسنا، قال تعالى: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }.
وذكر لنا ربنا سبحانه في القرآن أدعية لخاصة عباده اختارها لهم، وفيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر، قال العلامة باقشير الحضرمي رحمه الله: (عليك بالأدعية النبوية؛ فإنها تعرف طرق السماء).
وقال صالح المري رحمه الله: (من أدام قرع الباب.. فُتح له، فقالت له رابعة العدوية: ومتى أغلق الباب حتى يستفتح؟! فقال صالح: شيخ جهل وامرأة علمت).
فالباب مفتوح لا يغلق، في كل ليلة ينادي الكريم: ألا هل من مستغفر، ألا هل من مسترزق، ألا هل من مستنصر، فأين أرباب الحاجات؟!
ولكن لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طريقها بالذنوب، يقول المؤلف رحمه الله في مقدمته: (فإنه لما كثرت في هذا الزمان الذنوب، وقلَّت محاسن الأعمال.. كثرت فيه بمقتضى ذلك الكروب وزادت مساوي الأحوال؛ فإن الطاعات تدفع الكربات، والخطايا مغناطيس البلايا؛ لأن الحق سبحانه وتعالى يؤدب عباده على ما يرتكبونه من أنواع المخالفات، بما يقدره من المصائب والآفات).
وقد قسم المؤلف رحمه الله كتابه إلى قسمين: الأول: تكلم فيه على أصول الرياض وثمراتها وما ورد في فضلها. والثاني: ذكر السور والآيات والأذكار والأدعية، وجعله أربعين روضة، تشتمل كل روضة على ما يشرح الصدور، ويفرح القلوب، ويسر الأسماع.
ودار المنهاج تزف هذا السفر المبارك، راجية أن يكون دليلاً لطريق الجنة، التي حولها ندندن