إتحاف أهل الوفا بتهذيب كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى (ﷺ) للإمام القاضي عياض اليحصبي
للإمام القاضي: عياض اليحصيني
تأليف: عبد الله بن عبد القادر التليدي
صاحب هذا الكتاب “الشفا بتعريف حقوق المصطفى” هو للإمام القاضي عياض: وهو أبو الفضل عياض بن موسى اليحصبي الفاسي السبتي. كان أسلافه بالأندلس، ثم رحل جده عمرو، أو عمر، إلى مدينة فاس، ولما دخل بنو عبيد المغرب انتقل إلى مدينة سبته، وكان رجلاً موسراً، فاشترى بها أرضاً وبنى عليها داراً ومسجداً جعله وقفاً. وبسبته ولد عياض ونشأ وشب وشاب، وبها حفظ القرآن بعدة قراءات، وقرأ العلوم العربية والأدبية، وعلم الكلام، والفقه، والأصول، ثم رحل إلى الأندلس فأخذ عن أعلام قرطبة، ثم رجع إلى فولي وقضاءها للرابطين، كما ولي لهم قضاء غرناطة ما يقارب سنة، ثم رجع لسبته ليتولى قضاءها مرة ثانية
ترجم القاضي عياض الكثير من المؤرخين، كولده محمد في تأليف خاص به. وقال عنه: “وكان من أئمة الحديث في وقته، أصولياً، متكلماً، فقيهاً، بصيراً بالأحكام، نحوياً، رياناً من الأدب، شاعراً مجيداً، بليغاً خطيباً، حافظاً للغة والأخبار والتواريخ”. وقال ابن كثير في “البداية والنهاية”: “أحد مشاهير المالكية، وكان إماماً في علوم كثيرة، كالفقه واللغة والحديث والأدب وأيام الناس”.
وللقاضي عياض آثار ومؤلفات هامة، منها “الشفا بحقوق المصطفى” الذي هو محور هذا الكتاب وهو من أحسن كتب القاضي عياض والذي لم يؤلف في الإسلام مثله إذ أنه أجمع كتاب في فضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومعجزاته، وشمائله، وحقوقه، وجميع ما يتعلق به صلى الله عليه وسلم. وقد انتفع الناس بهذا الكتاب، وكان محل قراءة واطلاع من قبل جميع الطبقات، كما اعتنى الناس بشرح وتخريج أحاديثه واختصاره
وأما عن منهجية القاضي عياض في كتابه هذا، فقد جعله في أربعة أقسام، تحت كل قسم عدة أبواب، وفي كل باب فصول، وفي ثنايا كل فصل ما يهم القارئ من نفائس الأبحاث المفرزة بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وأقوال الأئمة، والعلماء من مفسرين ومحدثين وفقهاء ومتكلمين وأصوليين
وهذا تلخيص لما جاء في هذا الكتاب: ففي القسم الأول ذكرٌ لقدره صلى الله عليه وسلم وعظمته، ولما أثنى الله عليه ومدحه، وما شرفه به من خصائص وفضائل ومعجزات. أما القسم الثاني فقد اشتمل على ما يجب على الأنام من حقوق النبي المصطفى صلى الله عليه ونفسه؛ كالإيمان به ووجوب طاعته واتباع سنته، وضلال من خالف أمره وهديه. وتمّ في القسم الثالث إيراد ما يجب اعتقاده فيه صلى الله عليه وسلم وما يستحيل في حقه، وما يجوز، وما يمتنع، أو يصح من الأحوال البشرية أن يضاف إليه. وأما القسم الرابع والأخير فقد أفرد للحديث على من تنقص النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه، وما يتبع ذلك من سب الله وأنبيائه وملائكته، وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته وصحابته صلى الله عليه وسلم جميعاً
584: عدد الصفحات
الناشر: دار البشائر الإسلامية