كناشة البيروتي : فرائد ملتقطة وفوائد متنوعة من بطون كتب السلف المتفننة
لقد ارشدنا النبي صلى الله عليه وسلم الى تقييد العلم لحفظه فقال : قيدوا العلم بالكتاب – رواه الطبراني وصححه بمجموع طرقه الالباني. وقال الحافظ
ابن حجر في فتح الباري : الاجماع انعقد على جواز كتابة العلم بل على استحبابه بل يبعد وجوبه على من خشي النسيان ممن يتعين عليه تبليغ العلم . ويقول
الاستاذ المحقق عبد السلام هارون رحمه الله في مقدمة كتابه كناشة النوادر : وكثيرا ما يقرا الانسان شيئا فيعجبه ويظن انه علق بذاكرته فاذا هو في الغد قد
ضاع منه العلم وضاع معه مفتاحه فانتى الى حيرة في استعادته واسترجاعه. ولكن الكاتب سلك مسلكا مميزا في حفظ فرائد الفوائد العلمية وذلك في دفتر
الفهرس وسماه كناشة النوادر قيد فيه رءوس المسائل مرتبة على حروف الهجاء ومقرونه بمراجعها. فكان كلما مر على مسالة نادرة او حادثة غريبة او توضيح
لمشكلة اضطربت فيها افكار العلماء قيد كل ذلك في كراسات مع بيان اسماء هذه الكتب المشتملة على هذه النوادر ورقم الصفحة التي احتوته ليسهل الرجوع
اليها عند الحاجة فجمع الكثير من غريب ونفيس الفوائد المنتقاة
وتعرف كلمة كناشة لفظا بانها : المجموعة او التذكر او الاصول التي تشعب منها الفروع وقد اوردت معرفتا على انها اوراق تجمع كالدفتر لتقييد الفرائد والفوائد
والشوارد للضبط . واراد الكاتب من تسميتها بالكناشة اي مجموع الفوائد والفرائد فقد جمع المئات من الفرائد الملتقطة والفوائد المتنوعة في علوم وفنون متنوعة
ترددت في الاذهان على مر الازمان فما كان منه الا ان دونها في الكتاب حفظا للعلم من الذهاب في تباب وغياهب النسيان