أبو البركات بن الانباري ودراساته النحوية للدكتور فاضل صالح السامرائي
لا يخفى على كل باحث في مجال علم النحو ما لأبي البركات البغدادي أو الأنباري من أثر جليّ في مساره، لما تميز به من ثقافة وسعة إدراك، ووضوح منهج، وحرص على إثبات مواقف مشاهير النحاة من المسائل النحوية، فكانت مؤلفاته النحوية كالمصب العظيم الذي تلتقي فيه شتى الروافد لما تشمل عليه من آراء وأفكار تمثل مختلف الاتجاهات والمدارس النحوية التي سادت عصره، ومذ تتبعنا حياة البغدادي وجدنا صلته بالتطور الذي حصل في مجالات العلم كالفقه والتفسير والمنطق والعربية على يد سلاطين القرن السادس الهجري، وبروز المدرسة النظامية البغدادية، واحتضانها تلامذة العلم، مما ولّد أثراً في تكوينه الذاتي والفكري، فبنى ثقافته و استمدها، وحدد مساره العلمي من خلال تتبعه ومتابعة المسار العام الذي نشأ وبان في عصره ونحن نعلم أن الأديب أو العالم ابن بيئته يتغذى منها ويغذيها، فصاحبنا البغدادي أنموذجاً لهذا الازدهار الثقافي التعليمي الذي ترعرع في مدينة العلم بغداد. وقد نسبته الى بغداد خلافــــاً لما اعتـــــاد عليــــــه الباحث لسببين رئيسين هما: الأول: إن بغداد كانت وما زالت قاعدة رصينة للعلم والعلماء، تهفو لها أفئدة العلماء والمسلمين في الانتساب إلى هذه المدينة العريقة يعـّد مفخرة لهم. الثاني: إن أكثر العلماء نسبوه الى بغداد كالقفطي وابن قاضي شهبة واليافعي والسيوطي والقلة القليلة نسبوه الى الأنبار، فنسبته الى بغــداد ـ على الأرجح ـ أقرب للحقيقة والله أعلم
تأليف : فاضل صالح السامرائي
الناشر : دار ابن كثير | بيروت ، لبنان
الطبعة وسنتها : الطبعة الاولى | 2016
عدد الأجزاء : 1
عدد الصفحات : 325 صفحة
نوع التجليد : مجلد كارتوناج
نوع الورق : ورق ابيض
الطباعة : طباعة ملونة – الخط واضح جداً