حظي «منهاج الطالبين وعمدة المفتين» للإمام النووي بمكانة قلَّ نظيرها في المدرسة الشافعية.
فيه دُوِّنت خلاصة المذهب، ولُخِّصت فيه الخلافات في كلمات، حتى احتاج المتأخرون إلى اعتماده من جهة، وأكثروا شرحه والتعليق عليه من أخرى.
والعلامة ابن مطير اليمني الحكمي رحمه الله تعالى واحد من أولئك الأفذاذ الذين نذروا أنفسهم لخدمة هذا الكتاب، وكشف اللثام عن درره؛ حيث قال رحمه الله تعالى في نعت كتابه: (هذا شرح على «المنهاج» إن شاء الله، جردته من «تحفة المحتاج» بلفظها إلا نادراً، مع بعض إدراج، وسميته: «الديباج شرح المنهاج»).
وقد اختار لهذه الخدمة منهجاً وسطاً؛ إذ قام إلى «تحفة المحتاج» الذي يعد من أهم شروح «المنهاج» فلخصه تلخيصاً وافياً، وأدرج فيه من غرر أفكاره ما يتميز به عن غيره.
فقد جاء سهل العبارة، قريب المتناول، داني الجنى، واضح المعنى، يسهل على المطالع فيه والراتع في روض معانيه قطف جناه بلا عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نَصَب، وتلك هي بغية الباحثين، وطِلبة الطالبين.
و«الديباج» يطبع أولَ مرة، بعد أن مضت عليه السنون وهو حبيس الخزائن.
وإن دار المنهاج لتحمد الله تعالى الذي يسر لها خدمة هذا الشرح الطيب النافع، وتسعد غاية السعادة أنها تزفه للمكتبة الإسلامية، يرفل في أبهى حلة وأجمل طراز، لينتفع به طلاب المعرفة في أرجاء المعمورة.
وهي إذ تفعل ذلك تعاهد طلاب العلم أن تكون سبّاقة إلى نشر المفيد من المصنفات، حريصة على مستوىً علمي متقدم بعونه تعالى