كثيرٌ هم العلماء الذين جمعوا أربعين حديثاً وأفردوها في كتب مستقلة.
ومن هؤلاء الكبار الإمام النووي رحمه الله في كتابه هذا.
ودافعه إلى ذلك قول النبي الكريم في الحديث الصحيح: «ليبلغ الشاهد منكم الغائب».
وقوله : «نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها، فأداها كما سمعها».
ثم من العلماء من جمع الأربعين في أصول الدين، وبعضهم في الفروع، وبعضهم في الجهاد، وبعضهم في الآداب، وبعضهم في الخطب، وكلها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصديها.
أما هذا الكتاب فقد جمع فيه مؤلفه الإمام النووي رحمه الله أربعين حديثاً مشتملة على هذا كله.
وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين.
وقد وصفه العلماء بأن مدار الإسلام عليه، أو هو نصف الإسلام أو هو ثلثه أو نحو ذلك.
وقد التزم رحمه الله في هذه الأربعين أن تكون صحيحة، بل ومعظمها في «صحيحي البخاري ومسلم» رحمهما الله تعالى.
وقد كتب لها القبول كسائر مؤلفات هذا الإمام الرباني الجليل، وسارع طلاب العلم إلى حفظها وتدارسها.
حتى غدت من أهم المتون العلمية التي لا بد للطالب من حفظها ودراستها.
وتسابق العلماء على شرحها والتعليق عليها واستنباط الفوائد منها، في شتى الأصقاع والبلدان.
وينبغي لكل راغب في الآخرة أن يعرف هذه الأحاديث؛ لما اشتملت عليه من المهمات، واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات، وذلك ظاهر بأدنى تدبر.
وقد نوت دار المنهاج ما نواه الإمام النووي رحمه الله من التبليغ الواجب على كل أفراد الأمة، ويتأكد في زماننا هذا الذي ما عدنا نشك أنه آخر الأزمان.
وقد وفق الله الدار لإخراج هذا الكتاب إخراجاً فنياً لائقاً، فنسأله سبحانه وتعالى القبول