الباكورة الجنية من قطاف إعراب الآجرومية
ويليه هدية أولي العلم والإنصاف في إعراب المنادى المضاف
علم النحو مقيم الألسن، فهو وسيلة لفهم القرآن وسنة سيد ولد عدنان، عليه الصلاة والسلام،وهو نور الأذهان، ووسيلة العرفان، وصاحبه مرفوع الشان
فالعلوم كلها مفتقرة إليه، فهو جمال الألسنة، وسمة كمال أهل العلم، والأولى تقديمه على سائر العلوم، وإلا.. وقع اللحن،وفسد المعنى
قال ابن الوردي رحمه الله تعالى
جمِّلِ المنطق بالنحو فمَنْ | يُحرَمِ الإعراب في النطق اختبَلْ |
فلا بد من تقويم اللسان؛ ليظهر جمال البيان، وأول ما يبدأ به من الكتب عند المعلمين هو « متن الآجرومية »، ولبركة مؤلفهاكتب الله لها القبول شرقاً وغرباً، حتى غدت بوابة النحو للمبتدئين، وأُنساً لطلاب العلم النابهين
وقد ورد أن مؤلفها سطرها وأنشأها تجاه الكعبة المشرفة، فعم نفعها جميع البلدان والأمصار
ولذا كثر شُرَّاحها وناظموها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
قال العلامة العمريطي في مقدمة نظمه لها
وبعد: فاعلم أنه لما اقتصرْ | جُلُّ الورى على الكلام المختصرْ |
وكان مطلوباً أشدَّ الطلبِ | من الورى حفظ اللسان العربي |
كي يفهموا معانيَ القرآنِ | والسنة الدقيقة المعاني |
والنحو أولى أولاً أن يُعلما | إذ الكلام دونه لن يُفهما |
وكان خير كُتْبه الأخيرهْ | كرَّاسةً لطيفةً شهيرهْ |
في عُربها وعُجمها والرومِ | ألفها الحَبْرُ ابنُ آجرُّومِ |
وانتفعت أجلَّةٌ بعلمها | مع ما تراه من لطيف حجمها |