علم أصول الفقه علم عظيم النفع، جليل القدر، رفيع المنزلة بين العلوم الشرعية؛ لأنه ميزان الأئمة المجتهدين، يزنون بواسطة قواعده أدلة الشرع.
فالبحث في كل دليل، وما هي شروط الاستدلال، ومن هو المجتهد، وما هي شروطه، وما هي القواعد والمباحث المتعلقة بالأدلة الشرعية من حيث دلالتها على الأحكام، من مجموع ذلك كله.. تكوَّن علم أصول الفقه.
وكتابنا: «سلم الوصول» من المنظومات اللطاف التي توجّه العلماء إلى تقريب ما حوت من علمٍ إلى ألباب الطالبين، وهي نظمٌ للعلامة برهان الدين الحكمي في علم أصول الفقه.
وصاحبها قام بشرحها وبيان ما خفي من دلالاتها، وإبراز ما كنَّ من علومها ومراميها، وأهل مكة أدرى بشعابها، كما يقال.
وافتنَّ بشرحه هذا إذ اختار أن يسير على طريقة تخريج الفروع على الأصول، وهذه لفتة علمية منه وسلوك لطريقة قلّت فيها كتب هذا الفن.
وهذا السفر قد لف بين جنباته ثلاثة كتب، وكلها في شرح منظومة «سلم الوصول لكل من يرقى إلى علم الأصول»، فالمنظومة عذبة الألفاظ، سهلة الحفظ، قليلة المباني، كثيرة المعاني.
وأما شروحها الثلاثة.. فالأول: هو شرح الناظم، وسماه «الدرة الموسومة في شرح المنظومة» فحرر المعاني بذكر القواعد الأصولية، ثم فرع عليها وذكر مستثنياتها.
والثاني: شرح وجيز لحفيد الناظم، سماه «هداية العقول إلى سلم الوصول».
والثالث: شرح العلامة سعيد بن نصاري القفاعي المخلافي، وهو أيضاً شرح موجز مختصر.
ودار المنهاج تقدم إلى قرائها المنظومة مشفوعة بشروحها الثلاثة، بتحقيق علمي متميز، قام به المحقق أولاً، ثم أعادت اللجنة العلمية المقابلة والتحقيق ثانياً، خدمة للكتاب ولطلبة العلم