المدخل الى دراسة العقيدة الاسلامية | عمر سليمان عبد الله الاشقر
هذا الكتاب موضوع في بابين: الأول للعلوم التي يضمها علم الشريعة الإسلامية، وعلم الفقه الإسلامي، وعلم الشرائع والقوانين الوضعية. وهذا الأخير ليس له امتداد في هذا الكتاب، وإنما جاء محادة الشرائع والقوانين الوضعية للشريعة الإسلامية والفقه القائم عليها، ولذلك أضف فصلاً في الباب الأول للكشف عن خصائص الشريعة الإسلامية التي تميزها عن الشرائع الوضعية والقوانين الجاهلية.
والفصلان الأولان في الباب الأول المخصصان للشريعة والفقه، يتناولان أموراً كثيرة تظهر لدارس هذا العلم صورة واضحة عن كل منهما، وتبين له أبعادهما وأقسامها، ومباحثهما، وعلاقة كل منهما بالآخر.
والباب الثاني يتناول الفقه في أدواره الستة، وقد عقد له ستة فصول، كل دور في فصل. والفصل الأول الذي يتناول الشريعة وفقهها في الدور التشريعي الأول عصر الرسول صلى الله عليه وسلم هو أعظم العصور وأجلها، وبين الفضل الذي اختص به هذا العصر، كما عرض فيه بيان حال البشرية على مشارف البعثة النبوية، وعرف بالوحي الذي كان الطريق الذي وصلت بها الشرائع إلى الرسل والأنبياء، وكيف كان تنزله على الرسول صلى الله عليه وسلم ثم تناول مصدري الشريعة وهما الكتاب والسنة، معرفاً بكل منهما، مبيناً كثيراً من الأمور التي لا بد لمن يريد دراسة الشريعة والفقه أن يلم بها.
وفي الفصل الثاني المخصص للدور الثاني وهو عصر الصحابة، بين مكانة الصحابة، ودورهم تجاه التشريع في مصدريه الكتاب والسنة، ومن أهم ما جلاه هذا الفصل المعالم الهادية إلى الطريقة التي تلقى بها الصحابة التشريع وعملوا به. والفصل الثالث: المخصص لعصر التابعين، بين فضل التابعين، والكيفية التي حصلوا بها علم الصحابة، والأمور التي جدت في عصرهم.
والفصل الرابع المخصص لعصر التدوين والأئمة المجتهدين فصل طويل ذو ذيول، تحدث عن قضايا مهمة، منها تدوين السنة النبوية، والمدارس الفقهية التي تبلورت في هذا العصر، كما تحدث عن المذاهب الفقهية، متناولاً نشأتها، معرفاً بها، ملقياً الضوء على الجهود التي بذلها الأئمة وأصحابهم وأتباعهم في تصحيح هذه المذاهب وتقويمها، معرفاً بإمام كل مذهب، ذاكراً نسبه وشيوخه وتلامذته، وفقهه، والأصول التي بنى عليها هذا الفقه، مشيراً إلى البلدان التي انتشر فيها مذهبه، معرفاً بمصطلحات فقهاء مذهبه، والمدونات الفقهية في كل مذهب من المذاهب.
والفصل الخامس عصر التقليد افتتحته بتعريف التقليد، مبيناً خطورته، وحال المسلمين في هذا العصر، كما بين الجوانب المشرقة التي قام بها العلماء تجاه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعلوم التي جد التأليف فيها، كالمصنفات المستوعبة للحديث، وتدوين التفسير الفقهي، وجمع الأحاديث الفقهية في مصنفات خاصة وشرحها، وتخريجهم للأحاديث التي ضمتها كتب الفقه.
وفي مبحث التدوين الفقهي ألقى الضوء على التدوين الفقهي المذهبي في هذا العصر، وخصص المدونات التي عنيت بالدليل بمزيد عناية. كما دون عجالة تعرف بعلم القواعد الفقهية الذي جد التأليف فيه في هذا العصر، وعلم الفتاوى والنازلات. وتحدث في هذا الفصل عن أنواع المنتسبين إلى الفقه، وعن أسباب الجمود الفكري والمذهبي وآثارهما المترتبة عليهما. وختم ببيان حكم التقليد، والموقف الحق الذي ينبغي أن يفقه المسلم من الأئمة الأربعة، موضحاً العلاقة بين المذاهب الفقهية.
وتحدث في الفصل السادس والخير عن حال الفقه في العصر الحاضر، وذكرت أهم المعالم التي جدت في هذا العصر، وبعضها معالم مبشرة بارتقاء الفقه وصعوده وبعضها محزنة مؤلمة.
لقد تحدث عن إقصاء الشريعة عن الحكم في هذا العصر، وطباعة الكتب الفقهية وانتشارها، وعن تقنين الفقه الإسلامي، والموسوعات الفقهية، والنظريات الفقهية، والمجامع الفقهية، والمعاجم الفقهية والحديثية، وختم ذلك كله بمباحث تدور حول تقويم مسار الفقه الإسلامي والارتقاء به.
ولما كان هذا الكتاب كتاباً تدريسياً منهجياً فقد اتبع كل فصل أو مجموعة من الفصول بأسئلة تعين دارس هذا العلم على فقه مباحثه، فالأسئلة تفتح الذهن، وتحض على التبين والتبصر والدراسة والبحث.
تأليف: أ.د. عمر سليمان عبدالله الأشقر رحمه الله
جمع وإعداد: د. أسامة عمر الأشقر