المصطلح الأصولي عند الشاطبي ،لا شك في أن من أهم الطرق الموصلة إلى العلم معرفة اصطلاحات أهله، وإن المصطلح هو اللبنة الأولى من كل علم، وما القواعد والمناهج والقضايا والإشكالات إلا آبار العلم ومعينه، وبناء على ذلك يكون فهم المصطلح بصفة عامة والأصولي بصفة خاصة هو جماع مسالك الفهم عن اللَّـه ورسوله ?؛ لأن الأحكام الشرعية – وهي ثمرة الأصول – هي غاية الخطاب الشرعي من حيث هو خطاب، فإنما مداره على الأمر والنهي وما يرجع إليهما؛ ومن هنا أيضًا كانت العلوم الشرعية – من حيث هي قائمة على أساس الفهم عن اللَّـه أصالة أو تبعًا – روافد تصب في يَمِّ الأصول، أو بحيرات تستقي من فيضه. ولأن الغاية هي الفهم السليم للعلم أولًا؛ فقد كان النظر أن يؤخذ عن أهله المتحققين به، وأن يدرس من خلال أنضج صوره وأتم مراحله، وهما صفتان قد نطقتا في شخص الشاطبي المتوفى سنة ( 790هـ )؛ فقد أجمع السابقون واللاحقون على أنه أحد المجددين والعلماء ؛ فكان يصوغ المفاهيم الأصولية والمصطلحات العلمية بوعي تام, وعينه ناظرة إلى حال الأمة وأدوائها، حتى أمكن أن نقول: إن هذا البحث أطروحة قائمة على إثبات إصلاحية التجديد المصطلحي لدى الشاطبي بالمعنى التربوي الدعوي من خلال الدراسة التطبيقية.
المؤلف : فريد الانصاري
الناشر : دار السلام
عدد الصفحات : 568