كتاب «المستصفى» للفقيه الصالح المحدث الورع الزاهد محمَّد بن سعيد بن معن القريظي.. كتابٌ نفيس، مختصرٌ من سنن رسول الله .
وهو منتزعٌ من كتب الأُصول (مالك، والبخاري، ومسلم، والترمذي، وأبي داوود، والنسائي، ومحمد بن عبد الله بن سنجر)، وهي الأمات التي اجتنى منها المصنف قطافه اليانعة.
وقد اصطفى مؤلفه هذه الأحاديث متناً فقط دون ذكر أسانيدها، وأودعها بين طيات هذا السفر المبارك ممتزجة بأنفاسه الزكية ونيته الصادقة، وهو العالم الذي اشتهر بزهده وورعه وصلاحه.
وقد أشار في أول كل حديث إلى أصله في كتب أئمة الحديث بطريق الرمز.
وبما أن الروايات تختلف ألفاظها، وتعتريها الزيادة والنقصان مع اتحاد المعاني.. فإن المؤلف يبين رواية كل واحد من الأئمة غالباً.
وللمؤلف عناية حديثية برّاقة، تدل على رسوخه في هذا الفن، وعلى إيعابه بالأصول والفروع، يلحظ هذا المتتبعُ لأبواب الكتاب كيف ساير فيها أبواب «الصحيح» و«السنن» وعلى رأسها فخرُ كتب السنة على الإطلاق «صحيح الإمام البخاري» رحمه الله تعالى.
وهذا الكتاب الأثري مباركٌ بحسن نية صاحبه وإخلاصه، وبما حوى من الأحاديث الكريمة المنتخبة؛ لتكون نبراساً مضيئاً لأمة الإسلام.
وقد حُكي أن بعض الصلحاء رأى النبي في المنام يوصيه بقراءة هذا الكتاب، وهي تنوّه بشرف هذا السفر الجليل.
فنسأل الله تعالى أن يشملنا ببركاته، ويتغمدنا برحمته.
وأن يجعلنا مخلصين في تبليغ حديث رسول الله على النحو الذي يرضيه، إنه سبحانه خير مسؤول