لم يحظَ كتابٌ على وجه الأرضِ عنايةً واهتماماً، قِراءةً وحِفظاً بما حظيَ القرآن الكريم، كلامُ الله تعالى.
ولمَّا كان علم القِراءات أفضلَ العلوم وأشرفَها على الإطلاق؛ لتعلُّقه بكتاب الله تعالى المنزَّل.. فقد اتجهت هِممُ العلماء إلى العناية بهذا العلم الشريف؛ فألفوا فيه – نظماً ونثراً – تآليف بديعة، وتصانيفَ رفيعة، تدلُّ على مكانة هذا الكتاب العظيم في نفوسهم.
ومن جملة الإسهامات في العناية بالتنزيل الحكيم: ما صاغه الحافظ الحجة المجود طاهر بن عرب بن إبراهيم الأصفهاني في منظومته المسماة: «القصيدة الطاهرة في القراءات العشر».
فكانت هذه المنظومة تحفة فريدة، وعقداً ثميناً يتحلى به قراء هذه الأمة.
وناسجها هو ذو المكانة العلمية الشهيرة، حتى قالت فيه سلمى بنت ابن الجزري: (كان آية في استحضار القراءات عجيبة، غاية في استنباط النكت الغريبة، انتفع به الناس، وزال بتحقيقه وتدقيقه عن أهل هذا العلم الشريف كثير من الالتباس).
وقد بذل المحقق جهداً مشكوراً في إخراج هذه المنظومة على النحو المطلوب، وحلاها بمقدمة وتعليقات منيرة.
فارتأت دار المنهاج – كعادتها في نشر كل ما يخدم الكتاب والسنة – أن تنشر هذه المنظومة بتحقيقها، وأن توصلها إلى أيادي طلاب العلم؛ لينتفعوا بها، وينهلوا من معينها.
والله تعالى نسأل أن يجعلنا من أهل القرآن، وأن يعمنا بالعفو والغفران، وأن يجعلنا من الثابتين على الإيمان.
والحمد لله رب العالمين