(خزانة علم يحملها الفقيه في كُمِّه، وعباب زاخر تقصر كبار المصنفات عن يمِّه).
هكذا عرَّف العلامة الإمام أحمد بن عمر بن محمد المرادي المزجَّد رحمه الله تعالى كتابه «العباب»، وهو بحق كما سمَّاه، فقد جاء محيطاً بمعظم نصوص الإمام الشافعي والأصحاب.
إذ كان قد لخَّص فيه «روضة الطالبين وعمدة المفتين» للإمام النووي، وأضاف إليها فروعاً حصلها بخبرته وسعة اطلاعه من متفرِّق كتب الأصحاب، وهذه ميزة هامة تضاف للجمع والتلخيص.
وجمع فيه بين مسائل «الروض» و«تجريد الزوائد»، وبذل في تصنيفه الجهد الجهيد.
فمما قال فيه مصنفه رحمه الله تعالى:
ألا إن العباب أجل سِفْر من الكتب القديمة والجديده
كتاب قد تعبت عليه دهراً وخضت لجمعه كتباً عديده
فدونك كنز علم لست تلقى مدى الأزمان في الدنيا نديده
و «العباب» اليوم يطبع أولَ مرة محققاً مدققاً على نسختين نفيستين، منقولتين عن نسخة المؤلف، واعتني به عناية فائقة.
وقد قيدنا بعض الحواشي التي توجد بهوامش المخطوط والتي كتبها بعض العلماء؛ وذلك لأهميتها من جهة، ولمزيد الفائدة من جهة أخرى، لأنها تعد مضيئة لما استغلق من بعض العبارات.
ولأهمية هذا الكتاب وإحاطته بمعظم نصوص الشافعي تنبه له الإمامان العلمان ابن حجر والرملي؛ لما حواه من بحر زاخر فشرحاه.
بيد أن الإمام ابن حجر اخترمته المنية قبل أن يتمه، والإمام الرملي شرحه شرحاً وافياً وأتمه كله في عدة مجلدات