قال الله تعالى: { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً }، وقال رسول الله : «إنما النساء شقائق الرجال».
هذه الموسوعة التي ضمَّت أكثر من تسعة آلاف ترجمة لفضليات النساء على مدار التاريخ الإسلامي تُلْقِم حجراً يسدُّ فم كل من يرفع عقيرته بالنوح على المرأة يتباكى عليها، ويوظِّف نفسه مدافعاً كاذباً عن حقوقها.
تسعة آلاف ترجمة؛ ولا ننسى أن مبنى حال النساء على الستر، ومع هذا: فلقد بلغت النساء في الإسلام مكانة مرموقة، وتصدَّرْنَ للتدريس والإفتاء مع تربية الأجيال.
إضافة إلى إبداء رأيها ومشاركتها في مناحي الحياة؛ فهذه امرأة وقفت بين يدي أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه لما أراد تحديد مهر النساء، وقالت بجرأةٍ: ليس هذا لك، فقال: (أصابت امرأة، وأخطأ عمر).
وكانت سيدتنا خديجة رضي الله عنها تعمل في التجارة، وتستأجر الرجال في ذلك، وكذلك الصحابية قيلة أم أنمار كانت تاجرة أيضاً، وشاركت المرأةُ في الغزوات والتطبيب.
وهذه عمرة بنت عبد الرحمن تسمع أن قاضي المدينة يريد قطع يد نبطي سرق خواتم من حديد، فأرسلت له: (لا قطع إلا في ربع دينار فصاعداً) فنفَّذ القاضي رأيها، وأرسل النبطي!!
فانظر إلى هذا البون الشاسع: قبل الإسلام في زمن الجاهلية كان إذا بُشِّر أحدهم بالأنثى.. ظل وجهه مسوداً وهو كظيم، ولايبالي بدفنها حية ووأدها، وها هي اليوم تحمل لهم علماً جهلوه، وتحفظ هدياً غاب عنهم فأنقذتهم بذلك!!
حقاً: إن هذه الموسوعة من أضخم الموسوعات التي ضمَّت تراجم النساء وجهودهن؛ علَّها تميط اللثام، وتوضح المرام، وتعيد الحق إلى نصابه، وتعكس للعالم مرآة الإسلام الصافية.
لقد حوت قصصاً كثيرة، وعبراً وأخباراً وفيرة، تحثُّ على الفضائل، وتربط الأواخر بالأوائل نزفها للعالم الإسلامي عامة، ونهديها للأمهات والأخوات البنات خاصة؛ لتكون نبراساً يضيء حندس الظلام الذي خيَّم على العقول والقلوب.
والحمد لله رب العالمين