مؤلف حافل، جمع أسساً وقواعد وأصولاً تضبط جميع الأبواب الفقهية وحدودها الجامعة المانعة، كتبه العلامة الشريف أحمد بن عمر الشاطري باختصار غير مخل، وعبارة سهلة جزلة، وتعليقه لم يترك شيئاً يحتاج إليه الطالب إلا ووفَّى به.
ومن أهم ميزات هذا الكتاب: أن جمع الأسس والضوابط من الحواشي المطولة والكتب المبسوطة، فسبكها وألف بين نظامها حتى غدت عقداً على جيد الزمان، وأظهرها في هذا المؤلَّف؛ ليريح الطلبة من عناء البحث المكد، ويغنيهم عن الرجوع إلى غيره من المصادر.
وهو مؤلف بلغة العصر، بعبارة ميسرة، خالية عن التعقيد، غاص مؤلفه في بحار الفقه واجتنى الدرة اليتيمة، فحبرها وسطرها ياقوتاً نفيساً لمن بعده.
ألف كتابه هذا بإشارة من شيخه العلامة الجليل السيد عبد الله بن عمر الشاطري رحمه الله تعالى، والدال على الخير كفاعله، جزاهما الله عنا خير الجزاء، وإن الكتاب ولدك المخلد، يبقى أثره والانتفاع به إلى يوم القيامة.
فلما رأى الشيخ خلال تدريسه الطلاب لسنوات عديدة شدة عناء الطلاب في استخراج القواعد والأصول والضوابط.. انتخب طالبه المتفوق أحمد بن عمر الشاطري – وهو المفتي العلامة – لتأليف كتاب يفي بما قصده الشيخ، فجاء بفضل الله ومنته كما أراد، بل وفوق ما أراد.
فألف هذا الكتاب النافع، وسماه «الياقوت النفيس»، وطرزه بحواشٍ وتعليقات يحتاجها الطلاب والمدرسون، والقضاة والمفتون، وكَتَبةُ الوثائق والسندات والمحامون الشرعيون، تقر بها الأعين.
ثم جاء تلميذ المؤلف العلامة الفقيه المفتي سالم بن سعيد بكير باغيثان، فوضع تعليقات على نسخته من «الياقوت»، فزادنا من الشعر بيتاً، فأضفنا هذه التعليقات إلى كتابنا زيادة في الفائدة.
فهذا الياقوت النفيس في مذهب ابن إدريس، تقدمه دار المنهاج إلى كل من يبغي الدراسة والتدريس، يزهو بحلة قشيبة ويميس، نسأل الله قبوله والنفع به، إنه سميع مجيب.
والحمد لله رب العالمين