الأسلوب المبتكر في عرض علم أصول الفقه في هذا الكتاب.. كاد يكون مدرسة أصولية بمزايا منفردة لا تشاركها في ذلك أخواتها.
يعد هذا الكتاب تلبية لحاجة العصر في سطْر هذا العِلم العريق بلغة بديعة سلسلة، لا يتشكى منها طلاب الأصول ومحبوه، كما هو الحال المعهود مع أكثر كتب هذا العلم.
وعلم الأصول أصل لا غنى لطالب العلم عنه، فمن أدرك الأصولَ والقواعد.. آلت إليه الفروعُ والفوائد.
وهذا هو ما تراه ماثلاً في هذا السفر المبارك، الذي انبرى لتحرير الأصول الزكية، بعباراتٍ سهلةٍ وجيزة، وتراكيبَ رصينةٍ مفيدة.
ليبين لنا تلك الأصول والثوابت التي انطلقت منها الشريعة الغرَّاء بكل فروعها وتطوراتها الحديثة التي لا تنتهي؛ كما قال تعالى: { كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا…}.
هذه الجماليات وغيرها نراها في كتابنا هذا منثورة ضمن شقَّين رئيسين هما:
دلالات الألفاظ ودلالات المعاني.
وذلك بعد مقدمة شائقة، واستهلالٍ بديعٍ ودقيقٍ حول حاجة الفقيه إلى اللُّغة العربية، وأهميتها في الشريعة، وارتباطها الوثيق باستنباط الأدلة والأحكام، يعرضها بأسلوبٍ ماتع وتفصيل واضحٍ.
في طيَّات هذا الكتاب وثنايا هذه الأمالي يجد طالبُ الفقهِ فقهاً مقارناً، وطالبُ الأصول قواعدَ أصول الفقهاء والمتكلمين، ودارسُ اللغةِ لغةً محكمةً وشجرةً وارفةَ الظِّلال؛ كما سماها مؤلفها: «شجرة الدلالات ومناط الاختلافات».
هنا جمع لنا المؤلف خلاصة أصول فهم الفقهاء؛ لينهل منه الطلَّابُ، ويرتوي من معينه الأعلام، وليدركوا كيف فهم الأوائل مقاصد الشريعة ويقتدوا بهؤلاء الأعلام.
كلُّ ذلك سبكه المؤلف بقلمه الناقدِ الخبيرِ، وهو الذي خاض غمار الحياة وكانت له القدم الراسخة والمشاركة الباهرة في المدارس والجامعات، والمحاكم والمؤتمرات، والمجامع وأندية الحوار والمحاضرات.
فدونك أخي الطالب هذه الأمالي تقدمها لك دار المنهاج بلمساتها الرائقة الجذابة