إنَّها الرِّسالة الَّتي ذاع صيتها، وعمَّ نفعها، وشاعت بركتها، وتلقَّفها العامَّة والخاصَّة على حدٍّ سواء.
من الكتب التي سطرتها بنان الغزالي في المرحلة الأخيرة في حياته.
وهي الرسالة التي اعتنى بها كثير من علماء الأُمَّة شرحاً وتدريساً، وجعلوها منارة هداية ترشد السبيل.
وحسبها أنها من كتب الإمام الغزالي، ذاك العالم الرباني الخبير بالقلوب وأدوائها، وعللها وأمراضها، والعليم بالعلاج والدواء، الموصل إلى نعيم الشفاء.
و«بداية الهداية» كتاب على لطف حجمه من أهم مفاتيح الوصول التي ينبغي لطلّاب الهداية في البداية والنهاية العناية بها غاية العناية.
فهي بحقٍّ بداية الهداية؛ لأنَّها تنير الطَّريق أمام السَّالكين، وتوجِّه المبتدئين إلى اقتفاء منهج المخلصين، وتشحذ همم المتقاعسين عن مراتب الصَّادقين، بأُسلوبٍ جذَّاب رصين، يشدُّ القارئ إلى رياضها، ويدفع الطَّالب إلى ارتيادِ مغانيها وارتشاف ضرابها.
كيف لا.. ومؤلِّفها حجَّة الإسلام، وبركة الأنام، الإمام أبو حامد الغزاليّ؟!
وقد جعلها المصنِّف – رحمه الله – ثلاثة أقسام:
الأوَّل: في ذكر الطَّاعات وآدابها.
الثَّاني: في اجتناب المعاصي.
الثَّالث: في آداب الصُّحبة والمعاشرة.
وقد ألحقنا في آخر هذا الكتاب عقيدة الإمام الغزالي رحمه الله تعالى، والتي هي عقيدة أهل السنة والجماعة.
والحقيقة أن هذه الطبعة تميزت بأنها مقابلة على نسخة نفيسة كتبت عام (596 هـ) أي بعد وفاة المؤلف بـ (91) عاماً، وفيها حواشٍ قيمة أبقيناها كما هي