«منهاج الطالبين» للإمام النووي حظي بالعناية التامة من علماء الشافعية.
فشروحه وحواشيه والتعليقات التي وضعت عليه كثيرة جداً.
وقد أخرجت دار المنهاج منها «النجم الوهاج» للإمام الدميري، وجاء في مجلدات عشرة، وهو يطبع أولَ مرة محققاً مضبوطاً.
كما اعتنت الدار بشرح له آخر هو شرح العلامة المحلي «كنز الراغبين»، الذي أطبقت كلمة المتأخرين على فضله وحسن تأليفه، وضمه لمباحث وتحقيقات سنية بالرغم من إيجازه وبعده عن التطويل.
وها هي اليوم تصطفي من تلك الشروح المخطوطة كتاب «بداية المحتاج» للعلامة ابن قاضي شهبة رحمه الله تعالى.
وهو سفر نفيس، جمع فأوعى، وفيه من الفوائد والنكت العلمية ما يجعله في طليعة الشروح، ولا سيما ومحبره عالم فقيه متخصص، وباحث عميق متفحص.
وقد أوضح الشارح منهجه الذي سار عليه في قوله: (فقد استخرتُ الله تعالى في كتابةِ شرحٍ مختصرٍ على «المنهاج» في الفقه لشيخ الإسلامِ العلامة محيي الدين أبي زكريا يحيى النووي – قدَّس الله روحه، وجعل رضاه غَبُوقَه وصَبُوحَه – يكون في حجم «العُجالة» للشيخ سراجِ الدين ابنِ الملقِّن رحمه الله تعالى، مقتصراً على تصوير مسائله وبعضِ دلائله، مشيراً إلى بعض ما يرد على لفظ الكتاب، محترزاً عمَّا وقع للشيخ سراج الدين في شرحه المذكورِ على خلاف الصوابِ، مُبدِلاً ما ذكره من الفروع والفوائد الأجنبيةِ بما هو متعلقٌ بالكتاب؛ مما يَرِدُ على مَنطوقه ومَفهومه، مجيباً عمَّا يتيسر لي عنه الجوابُ، معزياً ما ذكره الشيخُ سراج الدين في شرحه لنفسه؛ من بحث أو اختيارٍ إن كان لأحد ممن تقدمه من الأصحاب، مُنبِّهاً على بعض ما وقع له مخالفاً للصواب، مُبيِّناً أدلةَ الكتاب؛ من صحة أو حسنٍ أو ضعف مُسنداً ذلك غالباً إلى قائله، مُتعرضاً لما وقع للشيخين من الاضطراب في بعض مسائل الكتابِ وما يُعتمَد عليه في الإفتاء من ذلك).
ودار المنهاج إذ تخرج هذا السفر أولَ مرة محققاً في حلة الإبداع، لتأمل أن تكون أهدت إلى المكتبة الشافعية كتاباً يلمع سناه في رفوفها، ويسر به طلاب المعرفة والمتخصصون في الفقه الشافعي