مولانا الشیخ محمد تهانوی من أشهر علماء الدیوبندیة حيث أخذ العلوم المتعارفة عن الشیخ مملوک علی نانوتوي حتى صار من ملازمين الشیخ اسحاق الدهلوي
واخذ عنه علم الحدیث والأثار الباقية عنه حاشيته على سنن النسائي وانه يذكر في تعليقه على السنن النسائي ذيل الحديث المذكور عن ابي سعيد الخدري عن النبي
فيقول: (إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ؛)[1]. ثم أنه بعد نقل
الرواية في شرحها يقيس عمل الخوارج بعمل الوهابية اتباع محمد بن عبد الوهاب فيقول: (ثم ليعلم أنّ الذين يدينون دين ابن عبد الوهاب النجدي ويسلكون مسالكه في الأصول والفروع ويدعون في بلادنا باسم
الوهابيين وغير المقلدين ويزعمون أن التقليد أحد الأئمة الأربعة رضوان الله عليهم شرك وأن من خالفهم هم المشركون ويستبيحون قتلنا أهل السنة وسبي نسائنا وغير ذلك من العقائد الشنيعة التي وصلت إلينا منهم
بواسطة الثقات وسمعناها بعضا منهم أيضا هم فرقة من الخوارج، وقد صرح به العلامة الشامي في كتابه رد المحتار عند قول صاحب الدر المختار ويكفرون أصحاب نبينا في كتاب البغاة حيث قال: «قد علمت أن هذا غي
ر شرط في مسمى الخوارج بل هو بيان لمن خرجوا على سيدنا علي رضي الله عنه وإلا فيكفي فيهم اعتقاد كفر من خرجوا عليه كما وقع في زماننا في أتباع ابن عبد الوهاب الذين خرجوا من نجد و تغلبوا على الحرمين وكانوا
ينتحلون مذهب الحنابلة لكنهم اعتقدوا أنهم هم المسلمون وأن من خالف اعتقادهم مشركون واستباحوا بذلك قتل أهل السنة وقتل علمائهم حتى كسر الله شوكتهم وخرب بلادهم وظفر بهم عساكر لمسلمين عام ثلاث وثلاثين ومائين وألف؛ )[2]. الهامش: [1].احمد بن شعيب نسائي، السنن الصغرى، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب، چاپ دوّم، 1406ق، ج5، ص87. [2].ابو المکرم بن عبد الجلیل، دعوة الشیخ محمد بن عبد الوهاب بین مؤیدیها و معارضیها في شبه القارة الهندیة
تأليف: الشيخ أبوالمكرم بن عبدالجليل
راجعه وقدم له: صفي الرحمن المباركفوري
الدكتور/ عبدالعزيز بن محمد عتيق
عدد الصفحات: 256 صفحة
الناشر: دار البشائر للنشر