المعجم (العربي-الإنكليزي) هو الحاجة التي طالما شعر بها مع طلاب اللغة الإنكليزية من أبناء العربية، إلى معرفة المقابل الإنكليزي للألفاظ العربية “الحية” وعدم
اهتمام أحد بوضع معجم إنكليزي “عصري” يفي بتلك الحاجة مع كثرة الموجود من المعاجم التي وضعت لطلاب اللغة الفصحى من المستشرقين وغيرهم. فهذه المعاجم
العتيقة تشرح المادة العربية شرحاً لا يهم
إلا طالب اللغة العربية القديمة، ولا فائدة منه لطالب اللغة الإنكليزية: كجمع الكلمة العربية وجمع جميعها، وصيغ الأفعال المتنوعة، والمؤنث والمذكر، هذا فضلاً عن
حشوها بكلمات مماتة مهجورة، قد أكل عليها الدهر وشرب، وقد يسبب وجودها تشتيت ذهن الباحث وإعاقته عن تحصيل ما هو لازم، مع خلوها من الألفاظ والمعاني
الحية التي تستعمل في كل شؤون الحياة العصرية اليومية. ويعلم كل من له إلمام بأسرار العربية أن الأسلوب المصطلح عليه في ترتيب معاجمها لا يناسب حتى ولا
الكثيرين ممن نالوا قسطاً وافراً من الإحاطة بقواعد الصرف وأحكامه ليتمكن من رد الكلمة إلى اصلها المجرد، توصلاً إلى الاهتداء إلى مكانها من القاموس. على أن
الاشتقاق وما يلحق أبنيه الكلم من عوارض الإدغام والإعلال وغير ذلك، لمن اشد الأمور تعقيداً من اللغة العربية. وبالنظر لهذه الصعوبات جاء هذا القاموس الذي بين
يدينا والذي تميز عن غيره بأسلوبه البسيط الذي ابتكره المعجم لأجل التوفيق بين الترتيب الأخير المصطلح عليه في المعاجم العربية كلسان العرب، وتاج العروس، والقاموس
المحيط، ومحيط المحيط، والترتيب الهجائي البسيط المتبع من أغلب المعاجم الإفرنجية. فإذا شئت مثلاً البحث عن كلمة في هذا القاموس فما عليك إلا أن تطلبها في أول
حرف فالثاني فالثالث من حروفها كما هي، بصرف النظر حتى عن الحروف المقلوبة عن غيرها مع اعتبار اللفظ الثنائي المشدد الآخر مؤلفاً من ثلاثة أحرف، كما في “خضّ” فتكون “ح،ض،ض” وتجدها بعد حضر”. أما الألفاظ
البسيطة التي يمكن لأي كان أن يعرف كيف يرجع بها غلى صيغة الماضي المألوف ككلمة “حساب، ضرب، دفاع، الخ” فإنك تطلبها رأساً تحت فعلها الماضي وهو “حسب، ضرب، دفع…” وبهذا العمل المبتكر يرى المعجم أنه قد حل
عقدة كانت العقبة “الكأداء” في سبيل الانتفاع بالمعاجم العربية على الإطلاق. والميزة الثانية لهذا القاموس فهي تحديده الألفاظ المعربة الدارجة، ووضعه الأساس لتعميم استعمالها في كل البلاد العربية اللسان، وحتى يكون هذا المعجم
وسيطاً في تقريب سبل التفاهم بين أبناء الشعوب العربية اللسان، أدمج المعجم في هذه الطبعة عدداً وافراً من الألفاظ “السورية الدارجة” مميزاً إياها بحجم صغير فوقها، أما الألفاظ “العراقية الدارجة” فميزها بحرف “ع”. أما إنكليزية
القاموس فقد توخى في اختيار كلماتها وعباراته ما تحقق أنه الأقرب إلى مدلول الألفاظ والعبارات العربية، وما يستعمل سواه ابن اللغة الإنكليزية، لو كان في الطرق المستعملة فيه تلك الكلمة أو العبارة في اللغة العربية. واجتناباً لما يمكن
أن يفوته، أو يحتمل وقوعه فيه من الخطأ، استعان بكثيرين من الإنكليز الذين عهد فيهم سعة الإطلاع، وإتماما للفائدة أضاف إلى هذه الطبعة نحو خمسة آلاف كلمة وجملة جديدة، وعدداً وافراً من الرسوم التي تمثل للعين ما تعجز عن تأديته
الشروح الطويلة، وبذل كثيراً من العناية في تنقيحه وتجديده لجعله عند حسن ظن طلابه من الشرقيين أو المستشرقين الذين ساعدوه بإعداده.
المؤلف: الياس إنطوان الياس
الناشر : دار الجيل للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت