حياة السلف بين القول والعمل
التعريف بموضوع الكتاب
تظلُّ حياة السَّلف من النماذج المثلى للحياة المتكاملة في شتَّى جوانبها العلميَّة والعمليَّة، وما نقل عنهم من أقوال وأعمال يعكسُ مدى ذلك التكامُل في حياتهم، الذي
افتقدناه نحن في حياتنا، حتى صار جانبُ القول يَطغَى على جانب العمل، وأصبح هناك انفصامٌ وانفصالٌ بين ما نقوله ونُنَظِّرُ له، وبين ما نفعله ونُطبِّقه في واقعنا العملي
وكتاب هذا الأسبوع يُسلِّطُ الضوء على حياة السَّلف بين القول والعمل؛ أراد المؤلِّف من خلاله أن يقدِّم حياة السلف كما هي بعيدةً عن التدليس والكذب، ومجرَّدةً من المبالغات
القوليَّة والفعليَّة؛ ليعيش المسلم تلك الحياةَ بكلِّ ما فيها من أخلاق، وتعامل، وعبادة، وصلاحِ سريرةٍ، وغيرها. ليشكِّل كلُّ ذلك أنموذجًا حيًّا للاقتداء والاتباع بهم
وقد قام المؤلف بتقسيم كتابه إلى مواضيع، وعناوين شاملة، يسرُد تحتها كلَّ ما يمكن أن يندرجَ تحتها، أو يشمله ذلك العنوانُ من نقول، وفي حالة ما إذا كثرت فروع
العنوان؛ فإنَّه يجعله يشتمل على أكثرَ من عنصر
وأمَّا عن ترتيب هذه النقول؛ فقد رتَّبها على حسب القرون، مبتدئًا بقرن الصَّحابة، ثم قرن التابعين، ثم تابعيهم، وهكذا
وإذا كان الكلام المنقول يحتوي على عِدَّة مواضيع، فإنَّه يجزئه ويجعل كلَّ جزء تحت ما يناسبه من العناوين،مكتفيًا في العزو بمصدر أو مصدرين لكلِّ نقل؛ خشيةَ زيادة حجم الكتاب بغير فائدة
واعتمد في انتقاء ما صحَّ من الآثار من كتاب الزهد للإمام أحمد على ما قام به محقُّقه، حيث ميَّز الصَّحيح والضعيف من هذه الآثار، فاقتصر المؤلِّف على الآثار التي قام بتصحيحها أو تحسينها, وترك الآثار الضَّعيفة
وأمَّا عن منهجه في اختيار المادَّة؛ فقد اعتمَد في جمْعها على كتُب السِّير والتراجم والتواريخ، وكتُب العقيدة، وكتُب الأدب، وحرَص على انتقاء ما فيه فائدةٌ للمسلم في
أمور الدِّين والدنيا، وما فيه صلاحٌ للقلب والحال، والأخلاق والسلوك، متجنِّبًا ما يقدح في العقيدة أو يُضادها، أو يخالف الكتابَ والسُّنَّة، أو العقل والواقع، من المبالغات والترهات، وما لا فائدةَ مرجُوَّة منه
فاختار ما له تعلُّق بحياة السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم، مع التطرُّق أحيانًا إلى مَن جاء بعدهم إذا كان في ذلك إتمامٌ للفائدة، كما أنَّه استثنى المسائل الفقهيَّة، والفتاوى، والتفاسير التي نُقلت عنهم
كما أنَّه لم يُغفل التعليقات على هذه النقولات، فنَقل بعض التعليقات المهمَّة التي تكون إمَّا توضيحًا، وإمَّا تعليقًا، أو تعقيبًا، أو توجيهًا، ونحو ذلك، مع ذكر تعليقات الإمام الذَّهبي في كتابه ((سير أعلام النبلاء)) على بعض النقولات.
ولتتميم الفائدة واحتواء أكبر قدْر ممكِن من النقول؛ فقد أدخل في الكتاب بعضَ المواضيع التي لا يَشمَلها عنوانه مثل: أحوال المنتكِسين، والطُّرف والنوادر
:وفيما يلي طرفٌ مِن العناوين البارزة التي احتواها الكتاب
العقيدة
التمسُّك بالكتاب والسُّنَّة والأثر، وذم الأخْذ بالرأي
ذم البِدع والمبتدعة، والهوى وأهله
الجِدال والمراء
العِلم والعلماء
العمل بالعلم وتبليغه
حال السَّلف مع ولاة الأمور
تأليف: أحمد بن ناصر الطيار
عدد الصفحات: 944 صفحة
النـاشــر: دار ابن الجوزي – الدمام