من أهم وأنفع المتون والمختصرات المؤلفة في النحو، والتي لا يُستغنى عنها.
رتبه مؤلفه الإمام العلامة البِرْكَوي ترتيباً بديعاً؛ إذْ أسس تفاريعه على أصول ثلاثة: العامل، والمعمول، والعمل (الإعراب)، لا يعتمد في عرضه طريقة ابن هشام رحمه الله المعروفة، وهذا ما ينبِّهُ طالب النحو لكثير من المسائل والفوائد عند أخذه بالطريقتين.
والعلامة البركوي يعدُّ إماماً في النحو العربي، وصار لمدرسته هذه مكانة رفيعة بين كتب الأعاريب، وكتابه اللطيف هذا مفتاح ضمين بفتح مغلاق ما استبعده طلَّاب العربية المبتدئين.
وهو إلى هذا شجرة بديعة في استحضار أصول النحو؛ فلذا لا يستغني عن النظر فيه واستلهام معانيه المتخصص الماهر؛ لما فيه من فريد إعانة في تصوير هذا العلم.
وقد حُقِّق هذا الكتاب واعتني به عناية تليق به؛ فضُبط ضبطاً تاماً، وأُخضع ورتب على منهاج الدار في الترقيم، وخرج محلّىً بأسلوب فني زاده بهاء ورونقاً.
وقد انتشر هذا الكتاب انتشاراً واسعاً جداً، واعتنى طلاب العلم من العرب وغيرهم بتدريسه وشرحه، حتى بلغت شروحه وتقريراته أكثر من خمسة وعشرين شرحاً.
وقد جاء العلامة البركوي – تبعاً للجرجاني من قبل – بإحياء منهج جديد لم تألفه مدرسة العلامة ابن مالك وابن هشام، ولا عيب أن ترى أهل العلم في شتى العلوم والفنون ينوِّعون في مناهج التأليف، ويفتنُّون في أساليب العرض.
بل العيب كل العيب في حجر الناس على مسلك علمي واحد، لا يرى سالكه غيره! مع أن في الأمر سعة.
ولقد كان لعلماء العربية وللنحاة خاصة – والبركوي واحد منهم – تميُّزٌ في تنويع مناهج هذه العلوم التي يضيق مجال الرأي فيها، وتحدُّ أصول قواعدها.
وحرصاً من دار المنهاج على دعم مسيرة نشر علوم العربية: تعيد نشر هذا الكتاب محققاً مدققاً، مشكولاً شكلاً كاملاً، ومحلّىً بتعليقات وفوائد مهمة مؤكدة حرصها على التنوُّع المنهجي؛ لكونه سمة حضارية ولفتة ثقافية تؤمن بالتعددية الفكرية، سائلين المولى الكريم فضله ومنَّه وعونه وتوفيقه