«منهاج الطالبين» للإمام النووي هو قطب الرحى الذي كثرت عليه الشروح والحواشي والتعليقات؛ كثرة تأبى على الحصر، ونهلت من معينه كتب التحرير والفتاوى.
حتى عُدَّ «المنهاج» من اللبنات الأساس التي لا بد لطالب العلم من الأخذ بها، ولا رقي له إلا بمجاوزة قنطرتها.
وكتابنا «كنز الراغبين» هو أحد الشروح الثمينة لـ «منهاج الطالبين»، حبَّرته يراعة العلامة الجلال المحلي على وجه لطيف.
وهو كتاب خالٍ عن الحشو والتطويل، حاوٍ للدليل والتعليل، مترعٌ بالفوائد المهمة، كاشف عويص مسائله الشائكة.
وكتاب «المنهاج» وإن أربت شروحه على المئة، فإن شرح الجلال المحلي سيظل من أحسن الشروح وضعاً، ومن أفضلها تصنيفاً، ومن أجلها اختصاراً، وحسبنا أن مؤلفه هو العلامة الجلال المحلي رحمه الله تعالى.
فقد جمع بين الاختصار والإفادة من غير إخلال ولا تطويل.
ولذلك فضله كثير من المشايخ وعنوا به عناية خاصة، ووجهوا تلاميذهم إلى قراءته وحفظه، والإحاطة بمسائله وفروعه؛ لما يتميز به عن غيره من نفاسة طريقة عرضه، وكثرة فوائده في ثنايا مسائله.
ولأنه يتميز بالخصائص التي ذكرناها.. فقد رأت بعض المعاهد الشرعية في العالم الإسلامي خصوصاً الهند وداغستان تقريره في معاهدهم الشرعية؛ لما يتوافر فيه من العلم والإفهام، والتقريب لما بَعُدَ من الفروع.
ولقد حظي هذا الكتاب بخدمة فائقة؛ إذ قوبل على خمس نسخ خطية نفيسة، ليخرج – بعون من الله سبحانه – في أبهى حلَّة تقرُّ عيون الباحثين