هذا كتاب مختصر في النحو ألفه ابن جني ليكون متناً يدرسه طلاب هذا الفن على أشياخهم. وجعله في ستة وستين باباً، منها واحد وستون باباً في النحو، وخمسة أبواب في
الصرف، وهي: باب جمع التكسير، وباب النسب، وباب التصغير، وباب ألفات القطع وألفات الوصل، وباب الإمالة
وبذلك يسير على نهج متقدمي النحاة في جمعهم بين النحو والصرف، وفي ترتيبه لأبواب الكتاب يسير أيضاً على نهج المتقدمين في ترتيبهم لأبواب النحو على خلف يسير فيما بينهم
وهو في مختصره يكتفي بذكر القاعدة، ويسوق لها شواهد من القرآن والشعر، وقد يكتفي بالأمثلة النثرية. ولا يذكر العلل النحوية، ولا خلافات النحاة في المسألة الواحدة فلا نجد في كتابه
مثلاً ذكراً لاسم أحد من النحويين ولا لجماعة البصريين أو الكوفيين، بل نجده يسوق القاعدة على المذهب الراجح عند البصريين ولا ينسب ذلك إليهم. وقد ذكر البغداديين مرة واحدة، ولكن
ذكرهم لم يكن لتوضيح مسألة خلافية، وإنما للتنبيه على ظاهرة شاعت على أقلام كتاب زمانه، وكان السبب في ذلك ترخص البغداديين فيها. وهو لا يذكر تفريعات الباب الواحد بشكل مستقصي، بل
يكتفي بعرض أهم ما فيه من الظواهر بشكل موجز لا تفصيل فيه
ومما يدل على أن الكتاب أعد ليكون متناً يقرأه طلاب هذا الفن على سيوخهم كثرة شروحه شأنه في ذلك شأن جمل الزجاجي قبله وشأن كافية ابن الحاجب وشافيته بعده
وفي هذا الإطار يأتي الشرح الذي بين يدينا حيث سار الشريف في عرضه لأبواب شرحه على نهج ابن جني في عرضه لأبواب اللمع، وهو النهج الذي سار عليه متقدمو النحاة في عرضهم لأبواب النحو
على خلف يسير فيما بينهم، إلى أن جاء ابن مالك فغيره في ترتيبه لأبواب الألفية، وعلى ترتيب ابن مالك سار معظم متأخري النحاة. وفي شرحه لأبواب اللمع يعرض فقرة من المتن. ثم يأخذ بشرحها
وعندما ينتهي من شرح بعض الأبواب نجده يعقد فصلاً عنوانه “مسائل من هذا الباب”، يبسط فيه القول في بعض الأمور التي لا يتمكن في شرحه لكلام ابن جني من النفاذ إليها. وهو مولع بذكر العلل ولعاً
شديداً، فلا يكاد يذكر ظاهرة نحوية إلا ويسوق العلة فيها، ويذكر في بعض الأحيان أقوال النحاة المتعددة في تعليلها
ولما كانت المادة التي يحتويها هذا الكتاب جديرة بأن يطلع عليها الباحثون من المختصين وطلبة العلم، فقد اعتنى بتحقيقه حيث اهتم المحقق أولاً بالحديث عن حياة الشارح من النواحي
التالية: اسمه ونسبه، مولده، أسرته، رحلته العلمية، عيشه وخلقه، مذهبه وعقيدته، علمه وتصانيفه، شيوخه، تلاميذه، وفاته
وجعل عنوان الفصل الثاني “نظرة في الكتاب”. تحدث فيه عن لمع ابن جني ومنهج الشريف في شرحه، ومصادر الكتاب، وشواهده، ثم ختمه بذكر الأسباب التي رأى أنها كانت علة لعزوف النحاة عن ذكر
الشريف وشرحه في كتبهم. وخصص الفصل الثالث لتوثيق الكتاب، ووصف نسخه، وأبان في آخره عن المنهج الذي سار عليه في التحقيق. أما القسم الثاني فأفرده لتحقيق الكتاب
إملاء: الشريف عمر بن إبراهيم الكوفي
دراسة وتحقيق: الدكتور علاء الدين حموية
عدد الصفحات: 781 صفحة
الناشر: دار عمار للنشر