قد بين الباحث المقصود بالبحث فأشار إلى أن المقصود دراسة القضايا الحملية المتعلقة بالقراءة والتي حُكم فيها على جميع أفراد الموضوع أو أغلبه. ويقصد بالموضوع النص القرآني من حيث كيفية النطق والقراءة ، أو القراء العشرة من حيث نسبة القراءات القرآنية إليهم ، ومن هنا يتحدد مجال القراءات المدروسة بالقراءات العشر المتواترة دون غيرها.
وليس المقصود في هذا البحث دراسة قواعد فني التجويد والقراءات كما يتبادر إلى الذهن، من الاتفاق الحاصل في المعنى الاصطلاحي العام بين الكليات والقواعد، لأن قواعد الفنين المذكورين مدونة ومدروسة، وإنما المقصود دراسة قواعد أخرى خاصة، وهي القواعد التي تصاغ في قالب كليات، هي قضايا محصورة ومسورة، وسورها هو لفظ (كل) الذي هو أقوى صيغ العموم، وهي التي جمع الباحث بعضها وصاغ بعضها الآخر. مثال الكليات المجموعة (كل حروف القلقلة مجهورة شديدة)، ومثال الكليات التي قام الباحث بصياغتها (كل الحروف المذلقة مرققة).
وقد قدم الباحث بين يدي دراسته ببعض التعريفات الممهدة لبحثه ، فعرف التجويد والقراءات وتحدث عن نشأتها ، واستغربت عدم إفادته من بحوث الدكتور غانم قدوري الحمد في ذلك مع جودتها وطباعتها قديماً. كما تحدث عن العلاقة بين علمي التجويد والقراءات.
ثم عرف الكلية عند المناطقة والمفسرين والفقهاء وغيرهم. ثم تحدث عن نشأة الكليات عند أهل القراءات والتجويد وتطور التأليف فيها