إنَّه سِفر سطعت أنواره في سماء التَّحقيق، ودارت نجوم فوائده متلألئةً في فَلَك التَّدقيق.
فهو سفر جامع بين العقيدة الصَّافية وفقه العبادات على مذهب الإمام الشَّافعي رضي الله عنه.
وأصله الَّذي اعتمد عليه هو: حديث جبريل عليه السلام، الصَّحيح الشَّهير، الَّذي عُني بتبيان الإسلام والإيمان والإحسان.
ولمَّا أرسل ابن زياد الوضاحي أشعَّة البيان، وأضواء فقهه على الحديث المذكور في مختصر سمَّاه «فتح الرَّحمن».. تلقَّفته المراكز العلميَّة بالقَبول والاستحسان، ورحَّب به علماء الأمصار، وشاعت نسخه في شتَّى الأقطار.
فتصدَّى له العَلَم الحجَّة الفقيه المتفنِّن الشَّيخ سعيد بن محمَّد باعشن، وحلَّى طروسه بهذه العقود البيانيَّة.
فشرحه بهذا الشَّرح «مواهب الدَّيَّان».
فصَّل المجمل، وحلَّ المشكل، وأزاح الحجب عن نفائسه وأدناه، حتَّى آض على طرف الثُّمام.
ثم إنه بعد هذا أثراه بتلك المباحث العلمية القيِّمة، وطرَّز حواشيه بتلك الإضافات المهمة، والتَّحقيقات السَّنيَّة، الَّتي يتلهَّف أذكياء الطُّلاب إلى ارتشافها من هذا المنهل العذب الرَّوي، وإلى أَقلَّ منها أهمِّيَّة يرحل المتفقِّهون طاوين البيد.
فصار الكتاب بأصله وشرحه جامعاً لأصول الدين؛ من أحكام الإسلام ومعاني الإيمان ومراقي الإحسان.
والقارئ يرى المؤلف إماماً في ثلاثتها، يفصل القول فيها أحسن تفصيل، بعبارة أدبية سلسة ترعى في سارح العلم وأهله.
فكان بهذه المزايا وغيرها قَمِناً بالاقتناء، جديراً بالاعتناء والدِّراسة.
وها نحن نزفُّه إلى طلَّاب المعرفة، يرفل في حلَّة التَّحقيق، ويتباهى في ثوبه الزَّاهي الجديد.
سائلين المولى أن ينفع به وبأصله؛ إنه سبحانه سميع مجيب