معجم معاني القرآن الكريم
هذه هي الطبعة الرابعة لمعجم معاني القرآن العظيم، وقد مضى على الطبعات السابقة بضع سنوات؛ جدّت خلالها مقترحات نافعة، استوجبت إصدار طبعة معدّلة تضمنت
استدراكات شتى؛ تفيد الباحث وتمدّه بمداخل لموضوعات مهمة، قد تغيب عنه في خضم كتاب الله تعالى الذي لا تنقضي عجائبه ولا يخلَق من كثرة الرد.
لا بد أن نشير أولاً إلى أن العمل في إعداد الطبعة الأولى التي صدرت عام 1416هـ/1995م كان شاقاً بُذل فيه جهد لا يعرفه إلا ذو بصر وخبرة، فجاء عملاً إبداعياً تميّز
من معاجم المعاني التي سبقته، مما أشرنا إليه في مقدمتها. وقد قام بالمهمة وقتها على خير وجه – بتكليف من دار الفكر – الأستاذ بسام الزين جزاه الله خيراً.
على أن طبيعة العمل في معجم كهذا؛ تقتضي السعي المستمر إلى تطويره. وذلك لاستيعاب مستجدات المعاني التي تفرزها العصور والتجارب البشرية، كلما تقلبت الأيام وتولد
عنها الجديد في الحياة المتغيرة أبداً، وليظل الكتاب الذي اختتم به وحي السماء، ملهماً للإنسانية، وملبياً لاحتياجاتها إلى قيام الساعة.
والذي جلّى ضرورة التجديد والتعديل فوق ما ذكرنا؛ أنّ الدار كانت قد أوكلت إلى الأستاذ أنس الرفاعي، ترجمة المعجم إلى اللغة الإنكليزية؛ لتوسيع الاستفادة منه، لتشمل الباحثين
غير العرب، ولما شرع في ذلك اعترضته أسئلة شتى، تقتضي تكييف عدد من المداخل، مما أدى إلى عملية مسح للمداخل كلها؛ تبين للمترجم خلالها وجود تكرار للشواهد في المداخل
المختلفة، اقتضى تقسيمها على النحو الملائم، وتمت مناقشتها والاقتصار فيها على ما يغني؛ وذلك في جلسات دورية انعقدت في الدار على مدى أربع سنوات شارك فيها الدكتور
نزار أباظة إلى جانب المشرف والمترجم.
كما تم اعتماد معايير لاختيار المداخل، أدت إلى الاستغناء عن كثير منها، مما لا حاجة للباحث إليه. وإلى جانب ذلك أضيفت مداخل جديدة، ساق إليها التعديل من خلال المنهج
الذي اعتمدته هذه الطبعة الثالثة.
فلقد روعي في اختيار المدخل:
1- ألا يكون مجرد مدخل لفظي؛ يمكن طلبه في معجم الكلمات: مثاله؛ الآخرة.
2- المشترك اللفظي: وحدة اللفظ وتعدد معانيه؛ توزع آياته على مداخل معانيها، مثاله: الساعة (بمعنى يوم القيامة)؛ تطلب في مداخل الآخرة: (أسماؤها): الساعة. وقيام
الساعة، والساعة بمعنى الوقت، تطلب في مدخل الزمن: الساعة. ومدخل الإقامة، ومدخل أجل القيامة.
3- الترادف: تعدد الألفاظ لمعنى واحد أو متقارب؛ يؤخذ للمدخل اللفظ الأوضح والأشمل، وتحال إليه بقية الألفاظ. مثاله: البخس= الهضم، النقص.
4- دمج المداخل عند تداخلها، وتشابهها. والاستغناء بالإحالات عن الإكثار من العناوين. مثال: الجحيم= جهنم، النار.
5- أن يكون موضوعه ذا أهمية للباحث؛ مثل الحوار، ويستبعد غير المهم؛ مثل: البلد، الإمساك.
6- تجنب التكرار: عند تعدد موضوعات الآية الواحدة؛ تطبق عليها المعايير السابقة كلها، فلا يُتوقف عند اللفظ، ولا عند الموضوع غير المهم. مثاله: آية الأعراف 7/57، من حيث
خدمة موضوع المعجم، تكررت في الطبعة الأولى من المعجم 11 مرة، بلا طائل، فتم الاكتفاء بإيرادها مرة واحدة والإحالة إليها كلما دعت الحاجة.
7- الاستغناء بالنقاط (…) عن أجزاء النص غير ذات العلاقة بالموضوع.
على أننا نسجل فوق ذلك الملاحظات الآتية:
– في مدخل أسماء الله الحسنى اعتمدت الأسماء الجليلة المحلاة بأل التعريف، في حين رأينا أن تكون الأسماء غير المعرفة صفاتٍ.
– عندما تتداخل رؤوس الموضوعات أخذنا المدخل الأوسع، وجمعنا فيه كل الآيات المتعلقة به، دون أن نكررها في المداخل المتفرعة، بل نحيلها إليه.
– ونظراً لأن الموضوعات هي المقصود الرئيسي من المعجم، فقد رأينا تعديل عنوانه إلى (معجم معاني وموضوعات القرآن)، ليكون أكثر دلالة.
تأليف: محمد بسام رشدي الزين
مراجعة: أنس راغب الرفاعي
إشراف: محمد عدنان سالم
عدد الصفحات: 671 صفحة
الناشر: دار الفكر للنشر