«الآجُرُّومية» متن من متون النحو التي كتب الله لها التأييد والذيوع، قلّما ابتدأ طالب النحو بغيره.
وعلى كثرة الشروح والحواشي التي طرَّزت هذا المتن.. نجد شرحاً نفيساً، جاءت نفاسته من العَلَم الذي رقمه وسطره، وهو العلامة الفقيه الإمام الخطيب الشربيني رحمه الله تعالى.
فقد اعتنى بـ «الآجرومية» عناية فائقة، فأكثر من إيراد المُثُل، وأتى بفوائد وتتمات هي من الأهمية بمكان.
وهذا الكتاب الذي يرى النور أولَ مرة جاء مدرسة متكاملة لـ «الآجرومية»، ففيه متن «الآجرومية» وحده في أوله، ثم جاء مع الشرح مفصولاً عنه في أعلاه، وألحقنا به إعراب «الآجرومية» كاملاً، و أثبتنا نظمها لطالب حفظها.
فجاء مدرسة نحوية لطالب العربية، محققاً آمال المؤلف في استهدافه لشرح هذا المتن، فقد قال: (لما كانت – «الآجرومية» – من أحسن مختصر في علم العربية صُنِّف، وأجمع موضوع على مقدارها أُلِّف.. سألني بعض أصحابنا أن أضع عليها شرحاً يحل ألفاظها، ويتمِّمُ مُثُلها، ويوضح ما أشكل منها، ويفتح ما أقفل منها، ضامّاً إلى ذلك من الفوائد المستجادات، والقواعد المحررات، التي وضعتها في شرحي على «قطر الندى».
فاستخرت الله تعالى بعد أن صليت ركعتين في مقام إمامنا الشافعي رضي الله عنه، فلما انشرح لذلك صدري؛ لما علمت أن الهمم قد فترت، وعلى المختصرات اقتصرت.. شرعت في شرح تقرُّ به أعين الطالبين، ويحصل به السرور للمبتدئين والمتوسطين، راجياً بذلك جزيل الأجر والثواب، وأن يعيننا على دخول الجنة بغير سابقة عذاب).
والعلامة الخطيب خصيب الجنان، فصيح اللسان، عهد العلماء به أنه الإمام في العلم والعمل، فكان لا يرى إلا مطالعاً للعلم، أو متلبساً في عبادة، موصوفاً بالغفلة عن الدنيا ونعم الغفلة، والطمع في الآخرة ونعم الطمع.
ولهذا كله جاءت تآليفه ذات روح، وكأن الشيخ حاضر عند قراءتها، لا يعوز الناظر فيها لفهمها إلا صدق الطلب، فلا غروَ أن تجد الانكباب عليها