الحافظ ابن كثير ضمّن كتابه التاريخي الإنساني الحولي: « البداية والنهاية »: قصص الأنبياء كاملاً، وجمع الآيات من السور العديدة ورتّبها زمانياً في قصة حياة كلِّ نبي على حدة، ودعم الآيات بالتفسير المأثور لها، وأورد الأحاديث النّبوية، والآثار، والأخبار، وما ورد عن أهل الكتاب، لتكتملَ قصَّةُ حياةِ نبِّي كريم، وتشتمل على أدّقِّ التفاصيل من نسبه، وولادته، ونشأته، ومبعثه . . . حتى وفاته
والمؤلف العلامة إسماعيل بن كثير رغم أنه متنوع الثقافة، ومكتمل الإتقان لعلوم الشريعة وعلوم العربية، فإنه غلب على ثقافته العامة في هذا الكتاب الموسوعي كونه مؤرِّخاً، ومفسِّراً، ومُحدِّثاً، وفقيهاً، وهذه التخصصات الأربعة، أسهمت في اقترابه من ساحات الحقائق الشرعية والعلمية، وابتعاده في أكثر الحالات عن الأباطيل والشبهات، وهذه الخطورة المرهفة لا تظهر في العناوين الرئيسة، ولا في الخطوات الحياتية العريضة في قصص الأنبياء، وإنما تتكشف في الجزئيات والتفصيلات، حيث يغيب النص، وتتعدَّد الأقاويل والروايات، ودون أن تتقيَّد بعالم الشهادة أو الغيبيات