هو كتاب جامع، وديوان في موضوعه شاملٌ واسع، ضمنه الإمام السيوطي رحمه الله الكثير من الآثار الموقوفة والمقطوعة، والتي تتحدث عن حال الموتى والقبور، ناقلاً ذلك من كتب الحديث الشريف، ومعتمداً في تخريجها على كلام أئمة الحديث ورجاله المعتبرين، ومحرراً ما وقع في «تذكرة» الإمام القرطبي رحمه الله والتي تعدُّ من أشهر الكتب التي ألفت في هذا الموضوع استقلالاً، وقد أشبعها تنقيحاً وتحريراً، وخرج أخبارها وأحاديثها، مع زوائد وإفادات ليست في الأصل.
وقد عالج السيوطي – على عادته – هذا الموضوع بجديدٍ يقدمه للمكتبة الإسلامية، وباستدراكاتٍ ولطائفَ لا يخلو فصل منها.
وقد تضمن هذا السفر النقاط الرئيسية التالية:
– الموت؛ فضله وكيفيته وأحكامه.
– صفة ملك الموت عليه السلام.
– ما يرد على الميت عند الاحتضار.
– حال الروح بعد مفارقتها البدن.
– حال القبر وصفته، وما يتعلق بذلك.
وقد استفاض المؤلف رحمه الله في ذلك مستوعباً شرح كل ما يتعلق بالموت والقبر، من حين يبدأ مرض الموت إلى أن ينفخ في الصور.
وقد وفق الله الكريم دار المنهاج للاهتمام بهذا الكتاب، عسى الله أن يرحم القائمين عليها يوم الحساب.
فقد حققته تحقيقاً علمياً، فصار ولله الحمد من الإتقان بمكان، وجلبت له المخطوطات، ووشحته بأنفس التعليقات، وكان سيد المخطوطات في المقابلة مخطوط مقروء على المؤلف رحمه الله وعليه إجازة بخطه، فالحمد لله على ما وفق، وجزى الله خيراً كل من حقق ودقق.
ودونكم هذا السفر النفيس.
فاللهم اشرح لنا الصدور، وارحمنا إذا صرنا من أهل القبور.
والله نسأل أن ينفعنا بهذه الذكرى