تهذيب حكمة التشريع و فلسفته ، إن الله تعالى لم يوجِد شيئا ولم يضع شرعًا إلا لحكِمةٍ
علمِهَا مَنْ علمِهَا وجَهِلهَا مَنْ جَهِلهَا. فكل مأمور به فيه
مصلحة الدارين أو إحداهما، وكل منهي عنه فيه مفسدة فيهما
أو في إحداهما؛ .لكنه تعالى طوى عن عباده كثيراً من معاني أحكامه
وأسرار صُنعه، لا إضلالاً لعباده، ولكن إصلاحًا لعقولهم لتؤدي وظيفتها
في استنباط هذه العلل والأسرار والمعاني، ويحدث التفاوت في استجابة المكُلَفّين
بحسب تفاوتهم في القرائح والفُهوم والإيمان