تقريب التهذيب
ومعه : حاشيتا البصري والميرغني
يطبع وينشر أول مرة محققاً على نسخة المؤلف
كتاب حبرته يد الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى، وبث فيه من خلاصة علمه، وهو من زبد الكتب الجامعة، الذي لا يستغني عنه طالب علم، فضلاً عن طالب الحديث.
فكيف إن كان الكتاب خزانة علم يحمله المحدِّث في كمه، لحافظٍ من أعلام الحفَّاظ المحدثين وبخط يده، وبتحقيق عالم محدِّث بقر بطون الكتب؟!
لقد منَّ الله تعالى على هذه الأمة بحفظ دينها، وقيَّض لهذا الدين رجالاً يحملونه ويبلغونه، وأخذوا على عاتقهم أن يهتكوا أستار الكذَّابين، وينفوا عن حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم انتحال المبطلين، وتحريف الغالين، وافتراء المفترين، وزور المزوِّرين.
وجاء الإمام أبو حاتم الرازي، وتبعه ابن عدي ثم الحاكم، ثم جاء الحافظ عبد الغني المقدسي المتوفى سنة (600 هـ) فعمل كتاباً لرجال الكتب الستة سماه «الكمال في أسماء الرجال»، وجاء بعده الحافظ المزي، فرأى أهمية كتاب «الكمال» وحاجته إلى التنقيح والتدقيق والتسديد، فعمل كتاباً حافلاً يُعَدُّ من مفاخر التراث الإسلامي، وسماه: «تهذيب الكمال»، ثم جاء الحافظ الذهبي وعمل كتاب «تذهيب تهذيب الكمال»، و«الكاشف».
وقام الحافظ مُغْلطاي بتكميل كتاب المزي، وسمى كتابه: «إكمال تهذيب الكمال»، وحجمه يقرب من حجم كتاب المزي.
ثم جاء الحافظ المحدث الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى، فلخص كتاب الحافظ المزي وكتاب العلامة مُغْلطاي، وجمع بينهما في كتابٍ واحد سماه: «تهذيب التهذيب» وكان إذ ذاك في الرابعة والثلاثين من عمره، ثم اختصر «تهذيب التهذيب» بهذا الكتاب «تقريب التهذيب».
فهذا الكتاب خيار من خيار من خيار، ثم هيأ الله للمحقق حاشيتين نفيستين على هذا الكتاب؛ الأولى: للعلامة المحدث عبد الله بن سالم البصري، والثانية: لتلميذه العلامة محمد أمين ميرغني.
ولقد بذل محققه العلامة الشيخ محمد عوامة حفظه الله الجهد في هذا الكتاب وسعه؛ لإخراج الكتاب على أصول نفيسة جداً: إنه خط المؤلف، للكتاب وللحاشيتين.