هذا كتاب في تاريخ الخلفاء، أمراء المؤمنين القائمين بأمر الأمة من عهد سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى عهد المؤلف رحمه الله، على ترتيب زمانهم: الأول فالأول.
ذكر مؤلفه الإمام السيوطي رحمه الله في ترجمة كل منهم ما وقع في أيامه من الحوادث المستغربة، ومن كان في أيامه من أئمة الدين وأعلام الأمة.
وقد ذكر مؤلفه فيه أن الداعي إلى تأليف هذا الكتاب أن الإحاطة بتراجم أعيان الأمة مطلوبة ولذوي المعارف محبوبة.
وقد جمع جماعة تواريخ ذكروا فيها الأعيان مختلطين ولم يستوفوا، واستيفاء ذلك يوجب الطول والملال، فأراد أن يفرد كل طائفة في كتاب تقريباً للفائدة لمن يريد تلك الطائفة خاصة، وتسهيلاً في التحصيل فأفرد كتاباً في الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه، وكتاباً في الصحابة ملخصاً من الإصابة لشيخ الإسلام أبي الفضل ابن حجر، وكتاباً حافلاً في طبقات المفسرين، وكتاباً وجيزاً في طبقات الحفاظ لخصه من طبقات الذهبي، وكتاباً جليلاً في طبقات النحاة واللغويين لم يؤلف قبله مثله، وكتاباً في طبقات الأصوليين، وكتاباً جليلاً في طبقات الأولياء، وكتاباً في طبقات الفرضيين، وكتاباً في طبقات البيانيين، وكتاباً في طبقات الكتّاب، وكتاباً في طبقات أهل الخط المنسوب، وكتاباً في شعراء العرب الذين يحتج بكلامهم في العربية. وهذه تجمع غالب أعيان الأمة، واكتفى في طبقات الفقهاء بما ألفه الناس في ذلك؛ لكثرته والاستغناء به، وكذلك اكتفى في القراء بطبقات الذهبي، وأما القضاة فهم داخلون فيمن تقدم.
ولم يبق من الأعيان غير الخلفاء مع تشوق النفوس إلى أخبارهم.. فأفرد لهم هذا الكتاب، ولم يورد أحداً ممن ادعى الخلافة خروجاً ولم يتم له الأمر ككثير من العلويين وقليل من العباسيين، ولم يورد أحداً من الخلفاء العبيديين؛ لأن إمامتهم غير صحيحة.
وقد قدم في أول الكتاب فصولاً فيها فوائد مهمة ونفيسة لا يستغنى عنها.
وما أورده من الوقائع الغريبة والحوادث العجيبة.. فهو ملخص من تاريخ الحافظ الذهبي والعهدة في أمره عليه كما نص عليه في أول الكتاب.
ولأهمية هذا الكتاب التاريخي البديع في سبكه ومادته، ولعظيم فائدته اليوم للحكام والمحكومين.. قامت دار المنهاج بنشره محققاً وطباعته في أبهى حلة وأزهى مظهر، لعل الله أن يعم نفعه الأمة أمراءَ ومأمورين