من أهم متون الصرف التي توجهت عناية العلماء لتدريسها وإقرائها؛ لما لهذا المتن من سهولة في العرض، وحسْن في التبويب والترتيب.
وهو – إضافة لذلك – كثير الأمثلة جيد السبك، قد تكاثرت الشروح عليه، وتوافرت الحواشي لبيان معانيه.
ولقد أتى مؤلِّفهُ العلامة اللوذعي الإمام الزنجاني رحمه الله تعالى فيه على أمّاتِ أبواب الصرف، ولم يعتنِ بباب دون آخر كما كان الأمر في بعض المتون الأخرى في هذا الفن.
وعلم الصرف ليس من العلوم التي هي على طرف الثمام، بل رام أهل العلم تيسيره وتسهيله.
وهو كما قال عنه العلامة ابن عصفور النحوي الصرفي الخبير: (التصريف أشرف شطري العربية وأغمضها، فالذي يبين شرفه احتياج جميع المشتغلين باللغة العربية من نحوي ولغوي إليه أيما حاجة، لأنه ميزان العربية، ألا ترى أنه قد يؤخذ جزء كبير من اللغة بالقياس؟ ولا يوصل إلى ذلك إلا عن طريق التصريف…) إلى آخر ما قال.
ولقد دعت الحاجة اليوم إلى مزيد العناية بكتب التصريف اللطيفة؛ فالمعرضون بدعوى العسر وبشكوى سوء الطباعة.. قد كثروا، وتلبية الحاجات الملحة صارت من جملة الضروريات، وهذا يحمل على عاتق المتخصصين من أهل العلم وفن الطباعة أمانة عظمى.
والكتاب على لطف حجمه إلا أنه برهان على تبحر مؤلفه في لغة الضاد، فما سامره عالم بالعربية إلا أفاد منه، وما تصدى لإقرائه مدرِّس إلا ورأى من دقة العبارة ما يبهر خاطره، وفزع وراء ذلك إلى شروحه – التي تمَّ العناية ببعضها في الدار – مستطيلاً للبحث، متمماً لفوائد الدرس.
وحسبك كتاب تلاقفته الأيدي قرناً بعد قرن والعلماء له مزكية، وعلى مسائله وفروعه مثنية.
وطبعتنا هذه اعتمدت على ما يزيد عن عشر نسخ خطية، فضبطت ضبطاً تاماً، وحلِّيت بعلامات ترقيمية لا غنىً لقارئ الصرف عنها، وعلِّق عليها بما يناسبها