يقصد بالدعوة، الدعوة إلى الله، قال تعالى “قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني…”، والمقصود بالدعوة إلى الله الدعوة إلى دينه وهو الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من ربه سبحانه وتعالى. فالإسلام هو موضوع الدعوة وحقيقتها، وهذا هو الأصل الأول للدعوة، وقد بلّغ الرسول الكريم هذا الإسلام العظيم أحسن تبليغ وأكمله وظل يدعو إليه الله منذ أن أكرمه الله بالرسالة إلى حين انتقاله إلى جوار ربه الكريم، ولهذا أرسله الله تعالى “يا أيها النبي إنا أرسلناك شهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بأذنه وسراجاً منيراً”. فهو صلى الله عليه وسلم الداعي الأول إلى الإسلام وبلغهم رسالته هم العرب وغيرهم لأن رسالته عامة إلى جميع البشر غير مقصورة على العرب
فالمدعو إلى الإسلام إذن هو الأصل الثالث للدعوة. وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الإسلام بالوسائل والأساليب والمناهج التي أوحى بها الله إليه، والثانية في القرآن والسنة النبوية الكريمة، وهذه الوسائل والأساليب وما يتصل بها هي الأصل الرابع للدعوة
فأصول الدعوة إذن أربعة: موضوعها، والداعي، والمدعو، والوسائل، وبناءً على مات تقدم تم تقسيم هذا البحث إلى خمسة أبواب، أربعة منها كل باب لأصل واحد من أصول الدعوة والباب الخامس للحديث عن الدعوة في العصر الحاضر على النحو التالي مع خاتمة هذه الأبواب، الباب الأول موضوع الدعوة، الباب الثاني: الداعي، الباب الثالث: المدعو، الباب الرابع: وسائل الدعوة وأساليبها، الباب الخامس: الدعوة في العصر الحاضر