أصول تدريس التربية الإسلامية
إن أصول تدريس التربية الإسلامية هي المبادئ الأساسية التي يلتزمها المدرس في التعليم والتثقيف الديني الإسلامي. كما أن عبارة “التربية الإسلامية” اليوم تمثل مادة مقررة في المدارس والمعاهد، ابتداءً من الروضة حتى نهاية المرحلة الثانوية، وهي في مضمونها تشمل الدعوة الكاملة للإسلام والتعليم الشامل لأحكامه، والتهذيب الروحي والنفسي، والفكري والعقلي للمسلمين. وأن المدرس والمربي والداعية والخطيب والإمام يحتاج إلى معرفة أفضل الوسائل للقيام بواجبه ليحقق أحسن النتائج، ويؤدي المهمة بشكل صحيح بما يرضي الله تعالى، ويقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في حمل الدعوة، وأداء الأمانة وتبليغ الرسالة. وهذا يقتضي دراسة أصول التربية المعاصرة، والاستفادة من خبرات المعلمين والمدرسين والمفكرين في العالم، في القديم والحديث، والاقتباس من المنهج التربوي الفريد في القرآن الكريم، والاقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته الرشيدة، لتتحقق الغاية من إقرار مادة التربية الإسلامية في المدارس، ويؤدي المعلم أو المدرس الوظيفة التي عين من أجلها، ويحمل الرسالة التي نيطت به، فيكسب الأجر والثواب، ويساهم في تربية الجيل من الفتية والفتيات، والشباب والشابات، والطلاب والطالبات. إلا أنه رغم ذلك، وعلى الرغم من أهمية التربية، وحاجة الناس إليها، واتفاق البشرية، قديماً وحديثاً، على ضرورتها والحاجة إليها، وعلى الرغم من توافر المنهج التربوي الفريد في القرآن الكريم، وتحقيق وسائله وأساليبه في السنة النبوية… ومع كل ذلك؛ فإن الدراسات التربوية في المجال الإسلامي، ومن منابع القرآن والسنة، لا تزال محدودة وقليلة، وتخطو الهوينا في سيرها وعطائها، ويظهر فيها الفقر والفاقة في كليات التربية العربية والإسلامية
من هنا يأتي هذا الكتاب الذي يضعه مؤلفه بين أيدي الطلاب عامة والطلاب في دبلوم التأهيل التربوي خاصة، وقد سار المؤلف في الكتاب على الجمع بين المبادئ والأمثلة، والقواعد والتطبيق، مقدماً بعض المعلومات الموضوعية الشرعية، التي درسها الطالب في كلبات الشريعة والدعوة وأصول الدين، للتذكير بها، ليعرض بعدها الطرق التربوية، وأصول التدريس، مؤكداً على بعض المبادئ العامة في كل فرع لتكون بمثابة الشعار للمدرس والطالب، مما يوجب التأكيد عليها، ومبيناً في كل فرع أهدافه الخاصة، التي تتكامل مع الأهداف العامة للمادة، والأهداف السلوكية للدرس، ثم مع الأهداف العامة للتربية والتعليم
وقد حرص المؤلف على التذكير بأهم الكتب والمصادر التي تعدّ مرجعاً للمدرس، ويمكن إرشاد الطالب لها لاقتنائها، أو لشراء بعضها، أو للرجوع إليها، ليكون مدرس التربية الإسلامية وسيلة إعلان للكتب النافعة، ووسيلة دعاية للمراجع المفيدة التي تظهر المفهوم الإسلامي بشكل صحيح وواضح، مع الجمع بين المصادر الأصلية القديمة، والكتب المعاصرة. كما حرص المؤلف أيضاً على اقتباس بعض النصوص الهامة التي تتعلق بالبحث، واضعاً بعضها في الهامش، مفرداً بعضها الآخر في نهاية كل بحث، لتكون بمثابة نص للمطالعة، وتنويع لأسلوب العرض، واستفادة من جهود الآخرين
عدد الصفحات: 480 صفحة
الناشر: اليمامة للطباعة والنشر