ما من حديثٍ أطيب ولا أمتع ولا أهنأ من الحديث عن أيام رسول الله .
وإن غزوة بدر من أيامه ، ولَهِيَ من أيام الله الكبرى، وإن لها في ذاكرة الأمة الإسلامية مكانةً عظيمةً، وإن الحديث عنها لذو وقع عظيم في نفوس المسلمين.
إنها الفيصل بين الحق والباطل، وإن رجالاتها هم خير الرجال وأكمل الأبطال.
في يوم بدر سطع النور الذي غمر مشارق الأرض ومغاربها ممتداً عبر الزمن وضارباً بجذوره إلى أعماق التاريخ؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وليحقق مولد العقل من جديد بهدم الأصنام والسخافات، والاتجاهَ إلى الرب الخالق المنعم رب العالمين.
وما من مسلم إلا ويرى نفسه تدين لهؤلاء الأبطال الكرام إلى قيام الساعة.
من هنا تأتي عظمة هذا الكتاب الذي يتحدث عن تلكم الغزوة بروح التجسيد، فأنت مع الأحداث حدثاً تلو حدث كأنك تعاينه وتراه من مبتدئه إلى منتهاه.
في هذا الكتاب ترى تصوراً دقيقاً لكل أحداث الغزوة زماناً ومكاناً.
وتجد أن الاستقصاء والجمع لكل الأحاديث والنصوص المتعلقة بمراحل الغزوة جميعها هو منهج مطرد في هذا الكتاب.
لذا؛ فإن كتابنا هذا يشكل مرجعاً شاملاً للغزوة بجميع تفاصيلها ومن كل النواحي الحديثية والجغرافية التاريخية وغير ذلك.
وللدقة والضبط فإن المؤلف لم يكتف بالكتابة والجمع فقط بل زار المواقع الجغرافية للغزوة على أرض الواقع، وقام بمعاينتها وقياس المسافات بأدوات المقاييس الحديثة؛ ليضمن دقة النقل ووضوح التصوير الذي يجعلك في جو الغَزاة كأنما تشاهدها رأي العين.
لقد بحث المؤلف في كتابات السابقين محاولاً الإلمام بكل ما قيل عن هذه الغزوة العظيمة والتي حوَّلت مجرى التاريخ.
وقد وضع المؤلف هذا الكتاب مدعماً بالصور والخرائط التي تنقل القارئ إلى قلب الحدث؛ وكأنك تسمع صليل السيوف، وصهيل الخيول، وصيحات الفرسان في حومة الوغى.
فدونكم هذه الغزوة بأحداثها وتفاصيلها