لا يوجد وصف او تقديم لهذا الكنز الثمين ، أفضل مما قدمه الهاشمي حين وصف ما تضمنه كتابه :
(( … أحلى ما سجعت به بلابلُ الأقلام، وأغلى ما انتظمت فيه عقود البلاغة والانسجام، وأشهى ما ينعت به ( جواهر الأدب ) حمدُ مولانا الذي شرَّف لغة العرب، وأرسل لنا نبيًّا عربيًّا منزهًّا عن جميع الرِّيب، سيدنا محمدًا صلى الله عليه وعلى آله ومن صحب.
أما بعد فهذا كتاب سميته “جواهر الأدب، في أدبيات وإنشاء لغة العرب”، أو دعته ما وقع عليه اختياري لا من نثري وأشعاري، فليس لي في تأليفه من الافتخار، أكثر من الاختيار، واختيار المرء قطعةٌ من عقله، تدل على تخلُّقه وفضله، وفضيلة هذا التأليف هي جمع ما افترق مما تناسب واتَّسق، واختيار عيون، وترتيبُ فنون، من أحاديثَ نبوية، ومكاتبات أدبيَّة، وحكمٍ باهرة، وأبيات نادرة، وأمثال شاردة، وأخبار واردة، ووصايا نافعة، ومواعظَ جامعة ومناظرات مستظرفة، ومقامات مستطرفة، وأوصاف عليَّة، وخطب اجتماعية، لينتفعَ به مقتنيه، ويستغني عن غيره الراغبُ فيه؛ إذ كان أحسنَ من الزهر والرياض، والحدائق والغياض، والزَّبَرْجد والمَرجان، والدُّر والعِقيان، والأكاليل والتِّيجان، والنُّزه والبستان، إن دُعي أسرع، وإن تحدَّث أمتع، وإن سُئل أجاب، وإن حكم أصاب، جليس لصاحبه في الحضر، وأنيس له في السفر، نديم ظريف، وسمير حَصيف ، بالغتُ في تهذيبه، وبذلت مجهودًا في حُسن ترتيبه، وأجزلتُ التُّحفة، وانتقيت الطُّرفة، وبالله نستعين، وهو حسبنا ونعم ))