تأليف: محيي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف النووي

هو أول مشروع علمي يغوص في أعماق كتاب ” رياض الصالحين ” يسبر أغواره ، ويستكنه جوهره , حتى إذا اجتمعت له فوائده , واتضحت له معالمه , راح ينسق فكرته , ويرتب مقصده , ويجمع متفرقه , ويرد شوارده فصار كتابًا حافلاً واضح الخطة سهل المأخذ غزير الفائدة. وهو عمل فذ لا سابق له , أنجزه من عرف النووي رحمه الله ومَذهبه , وخبر مَسلكه ومشربه , وخالط بالحب روحه ومادته , فرتب وبوب وعنون , ثم فسر الغامض والغريب , ونبه على الدقيق والعجيب , حتى صار البعيد منه كالقريب .. فمن قائل : فيا لقرة عين الشيخ بالمريد , ومن قائل : يا للذة نفس المحب بالحبيب … وهو كتاب ينبغي أن لا تخلو منه مكتبة مسلم , وأن يكون عمدة في حلقات الدرس في البيوت والمساجد , والمدارس والمعاهد .. ولما لا , وهو الإسلام بعينه وروحه , وقد تمايزت أخلاقه وآدابه , واستبانت فضائله ومكرماته وانتظمت شرائعه وأحكامه , وازدانت ملحه ومنثوراته … فإذا كان هذا بعض ما في هذا العمل القديم الجديد فحري بأهل العناية أن يَعَضوا عليه بالنواجذ , وأن يكون معنى يتواصل به المؤمنون والدعاة المخلصون , أو رمزًا يتهادى به في الأفراح والأعراس العشاق والمحبون , أو طوق نجاة يُسعف به طلاب الهداية والحائرون.