“مسند الشهاب” كتاب جمع فيه القاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي ما سمعه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ما مجموعه ألف كلمة من الحكمة في الوصايا، والآداب، والمواعظ والأمثال، ابتعد عن التكلف في مبانيها، وعن التعسف في معانيها، وجعلها مسرودة يتلو بعضها بعضاً، محذوفة الأسانيد مبوبة أبواباً على حسب تقارب الألفاظ، ليقرب تناولها، ويسهل حفظها، ثم زاد في ذلك “مئتي كلمة” فصار المسند ألف كلمة ومئتي كلمة، وختم أدعية مروية عن النبي عليه السلام. ولأهمية هذا المسند فقد كثر شراحه ومنهم الشيخ الأستاذ حمدي عبد المجيد السلفي حيث قدم له بمقدمة تناول فيها حياة القضاعي وآثاره العلمية وأخلاقه وسيرته وشراحه وأحاديثه وقول العلماء فيه، ووصف للنسخ الخطية التي استخدمها في شرح المسند، أما عن عمله في تحقيق “سند الشهاب” فكان دقيقاُ إذ أشار السلفي إلى الخلاف في النص بين النسخ الثلاث وعلق على ذلك، وخرَج أحاديث الكتاب بإسهاب، وتكلم عليها معتمداً على ما قاله أئمة الحديث والجرح والتعديل، ووضع فهرساً في آخر الكتاب للأحاديث الواردة، في “مسند الشهاب” وما رواه القضاعي في المسند، وأرفق ذلك بتعليقات تميز بين النسخ الثلاث المعتمدة في التحقيق.
من الأحاديث التي جمعها مسند الشهاب في جزئين نذكر: قوله صلى الله عليه وسلم: الأعمال بالنيات، والمجالس بالأمانة، والمستشار مؤتمن، والعدة عطية، والحرب خدعة، والجماعة رحمة والفرقة عذاب، والأمانة غنى، والدين النصيحة، والقرآن هو الدواء… الخ