الملخص

هذا بحث مقدم لاستكمال متطلبات درجة الدكتوراه في تخصص العقيدة، وقد تناولت الدراسة موضوع النظرة إلى (الآخر) في اليهودية والمسيحية والإسلام

دراسة تحليلية مقارنة.

وقد قَسَمْتُ الدراسة إلى ثلاثة محاور:

جاء الأول منها فكريا متضمنا أثر عقائد الأديان الثلاثة في صياغة نظرة أتباعها إلى (الآخر) من خلال المصادر والكتب المعتمدة عند كل منها.

وجاء الثاني مشتملا على ما أفرزته العقائد من أحكام وشرائع توجه سلوك أتباعها نحو (الآخر).

أما الثالث فقد تناول شواهد ونماذج تطبيقية توضح دور العقائد والشرائع في تعامل أتباعها مع (الآخر).

وتحقيقا لذلك جاءت محتويات هذه الدراسة على النحو الآتي:

المقدمة: وتضمنت الحديث عن مشكلة الدراسة، وأهميتها، وأهدافها، والدراسات السابقة، ومنهج البحث، وخطته.

الباب التمهيدي: وفيه أربعة فصول قمت من خلالها بتسليط الضوء على مفهوم (الآخر) وتاريخه، وتحديد مضامينه ودلالته في الأديان الثلاثة،
: ثم التعريف باليهودية والمسيحية والإسلام من حيث نشأتها، وعقائدها،

ومصادرها.

الباب الأول: ويمثل الجانب الفكري، وقد تناول موضوع العقائد في الأديان الثلاثة، مرتكزا على موضوع قيمة الإنسان عند كل منها، وأثرها في صياغة النظرة إلى (الآخر) من خلال المصادر والكتب المعتمدة.

الباب الثاني: ويتضمن ما حوته الأديان الثلاثة من شرائع وأحكام حددت علاقة أتباعها بـ (الآخر)، وقد اشتملت على الحقوق والحريات، والأملاك

والعلاقات الاجتماعية، وشريعة القتال.

الباب الثالث: ويُمَثَلُ الجانب العملي والتطبيقي؛ حيث تناول شواهد ونماذج من واقع تاريخ الأديان الثلاثة تُظهر أثر عقائدها في سلوك الأتباع نحو

(الآخر).

وقد خلصت الدراسة إلى أن العقائد تُعد الأساس الذي تُبنى عليه النظرة

إلى (الآخر)، وأن قبول (الآخر) والاعتراف به متوقف على صحتها وموقفها من

الإنسان بشكل عام، وأن مسألة رفض (الآخر) وإقصائه تعود إلى فساد العقيدة

واضطراب نظرتها إلى الإنسان بشكل عام.

وأسأل الله العلي القدير أن يكون هذا الجهد خالصا لوجهه الكريم، وأن يكون قد حقق هدفه ومقصوده، وأن ينفع به أمة الإسلام والمسلمين.